للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(الْكَلْبُ، وَالْحِمَارُ، وَالْمَرْأَةُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ) -رضي اللَّه عنها- (قَدْ شَبَّهْتُمُونَا) وفي نسخة: "قد شبّهونا" بضمير الغيبة (بِالْحَمِيرِ وَالْكِلَابِ) وفي الرواية التالية: "عَدَلتمونا بالكلاب والْحُمُر"، والمعنى واحدٌ، وفي رواية للبخاريّ: "لقد جعلونا كلابًا"، وهذا على سبيل المبالغة، ولسعيد بن منصور من وجه آخر: "قالت عائشة: يا أهل العراق قد عدلتمونا. . . " الحديث، قال في "الفتح": وكأنها أشارت بذلك إلى ما رواه أهل العراق عن أبي ذرّ -رضي اللَّه عنه- وغيره مرفوعًا، وهو عند مسلم وغيره من طريق عبد اللَّه بن الصامت، عن أبي ذرّ -رضي اللَّه عنه-.

وقال في "الطرح": قولها: "قد شبّهتمونا" أرادت بخطابها ذلك ابن أختها عروة، وأبا هريرة، فروى مسلم من رواية عروة بن الزبير قال: قالت عائشة: "ما يقطع الصلاة؛ قال: قلتُ: المرأة والحمار، فقالت: إن المرأة لدابةُ سَوْء. . . فذكرت الحديث.

ورَوَى ابن عبد البر، من رواية القاسم، قال: بَلَغَ عائشة أن أبا هريرة يقول: إن المرأة تقطع الصلاة، فذكرت الحديث. انتهى (١).

[فائدة]: قال ابن مالك -رَحِمَهُ اللَّهُ-: في هذا الحديث جواز تعدي المشبَّه به بالباء، وأنكره بعض النحويين، حتى بالغ فخَطّأ سيبويه في قوله: "شُبِّهَ كذا بكذا"، وزَعَم أنه لا يوجد في كلام من يوثق بعربيته، وقد وُجِد في كلام مَن هو فوق ذلك، وهي عائشة -رضي اللَّه عنها-، قال: والحقّ أنه جائز، وإن كان سقوطها أشهر في كلام المتقدمين، وثبوتها لازم في عرف العلماء المتأخرين. انتهى (٢).

(وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُصَلِّي) وقوله: (وَإِنِّي عَلَى السَّرِيرِ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، مُضْطَجِعَةً) قال الكرمانيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ثلاثة أخبار مترادفةٌ، وقال أيضًا: أو خبران، وحال، أو حالان وخبر، وفي بعضها "مضطجعة" بالنصب، فالأولان خبران، أو أحدهما حال، والآخر خبر.

قال العينيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: التحقيق فيه أن قوله: "وأنا على السرير" جملة اسمية وقعت حالًا من "عائشة"، وكذا "بينه وبين القبلة" حال، وقوله: "مضطجعةٌ" بالرفع خبر مبتدأ محذوف، تقديره: وأنا مضطجعةٌ، وعلى التقديرين تكون هذه


(١) "طرح التثريب" ٢/ ٣٩٤.
(٢) راجع: "الفتح" ١/ ٧٠٢.