للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الجملة أيضًا حالًا، ويجوز أن يكون "مضطجعةٌ" بالرفع خبرًا لقوله: "وأنا"، أي والحال أنا مضطجعة على السرير، فعلى هذا لا يَحْتَاج إلى تقدير مبتدأ، وأما وجه النصب في "مضطجعةً"، فعلى أنه حال من "عائشة" أيضًا، ثم يجوز أن يكون هذان الحالان مترادفين، ويجوز أن يكونا متداخلين. انتهى (١).

(فَتَبْدُو) أي تظهر (لِيَ) بسكون ياء المتكلّم، وفتحها (الْحَاجَةُ، فَأَكْرَهُ) بفتح أوله، وثالثه، من باب تَعِبَ كُرْهًا بضم الكاف وفتحها: ضدّ أحبه، فهو مكروه (أَنْ أَجْلِسَ) "أن" مصدريّة، والمصدر مفعول "أكره"، أي جلوسي أمامه -صلى اللَّه عليه وسلم- (فَاُوذِيَ) بالنصب عطفًا على ما قبله (رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-) قال في "الفتح": استُدلّ به على أن التشويش بالمرأة، وهي قاعدة يحصل منه ما لا يحصُل بها وهي راقدةٌ، والظاهر أن ذلك من جهة الحركة والسكون، وعلى هذا فمرورها أشدّ، وفي رواية النسائيّ من طريق شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود عنها في هذا الحديث: "فأكرَهُ أن أقوم، فأمرَّ بين يديه، فأنسلّ انسلالًا"، فالظاهر إنما أنكرت إطلاق كون المرأة تقطع الصلاة في جميع الحالات، لا المرور بخصوصه. انتهى (٢).

(فَأَنْسَلُّ) بالرفع عطفًا على "أكره"، وليس منصوبًا بالعطف على "فأُوذيَ"، ومعنى "أنسلّ" أي أَمْضي، وأذهب بِتَأنٍّ وتدرُّج (مِنْ عِنْدِ رِجْلَيْهِ) الضمير للسرير، كما بُيّن في الرواية التالية: "فأنسلّ من قِبَلِ رجلي السرير حتى أنسلّ من لحافي".

والحديث متّفقٌ عليه، وقد تقدّم بيان مسائله في أول أحاديث الباب، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وبالسند المتّصل إلى الإِمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللَّهُ- المذكور أولَ الكتاب قال:

[١١٤٩] (. . .) - (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: عَدَلْتُمُونَا بِالْكِلَابِ وَالْحُمُرِ، لَقَدْ


(١) "عمدة القاري" ٤/ ٤٣٦ - ٤٣٧.
(٢) "الفتح" ١/ ٧٠٢.