للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الْحَيَاءُ) مرفوع، تنازعه الفعلان قبله (أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ) "أن" مصدريّة، والمصدر المؤوّل مجرور بـ "من" المحذوفة قياسًا، كما قال في "الخلاصة":

وَعَدِّ لَازِمًا بِحَرْفِ جَرِّ … وَإِنْ حُذِفْ فَالنَّصْبُ لِلْمُنْجَرِّ

نَقْلًا وَفِي "أَنَّ" وَ"أَنْ" يَطَّرِدُ … مَعْ أَمْنِ لَبْسٍ كـ "عَجِبْتُ أَنْ يَدُوا"

قال الجامع عفا الله عنه: تخريج الحديث، وبقيّة مسائله تقدّمت في الحديث المذكور أولَ الباب، فراجعها تستفد، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وبالسند المتّصل إلى الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج رحمه الله المذكور أولَ الكتاب قال:

[٧٥٧] (. . .) - (وَحَدَّثنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ (١)، حَدَّثنَا أَبِي، حَدَّثنَا شُعْبَةُ، فِي هَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ، وَقَالَ: قَالَ: "سُبْحَانَ الله، تَطَهَّرِي بِهَا (٢)، وَاسْتَتَرَ").

رجال هذا الإسناد ثلاثة:

كلهم تقدّموا قبل بابين، وأبو عبيد الله: هو معاذ بن معاذ بن نصر.

وقوله: (فِي هَذَا الْإِسْنَادِ) أي بإسناد شعبة السابق، فـ "في" بمعنى الباء، أي: عن إبراهيم بن المهاجر، عن صفيّة، عن عائشة - رضي الله عنها -.

وقوله: (نَحْوَهُ)، أي نحو حديث محمد بن جعفر، يعني أن حديث معاذ بن معاذ نحو حديث محمد بن جعفر الماضي.

وقوله: (وَقَالَ: قَالَ: "سُبْحَانَ اللهِ تَطَهَّرِي بِهَا) فاعل "قال" الأول ضمير معاذ، وفاعل "قال" الثاني ضمير النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، والمعنى أن معاذًا قال في روايته: "وقال" بالواو بدل قول محمد بن جعفر: "فقال" بالفاء، وقال أيضًا: "تطهّري بها" بحذف النون على أنه فعل أمر للمؤنّثة، بدل قول محمد بن جعفر: "تطهّرين بها" على أنه فعل مضارع، حُذف منه إحدى التاءين، كما مرّ بيانه، وهو خبر بمعنى الأمر، فلا اختلاف في المعنى بين الروايتين.


(١) زاد في نسخة: "العنبريّ".
(٢) وفي نسخة: "تطهّرُ بها".