للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولا يعرف في اللغة: "امتحشه" متعدّيًا، وإنما سُمِعَ لازمًا، مطاوع مَحَشتُهُ، يقال: مَحَشته، وأمحشته، وأنكر يعقوب بن السِّكِّيت الثلاثيّ، وقال غيره: مَحَشَه، فامتَحَشَ وأمحشه الحرّ: أحرقه، والنار أحرقته، وامتحش هو غَضَبًا، وقال أبو نصر الفارابيّ: والامتحاش: الاحتراق.

ووقع عند أبي نعيم من رواية أحمد بن إبراهيم بن مِلْحَان، عن يحيى بن بكير: "فيُخْرِجون مَن عَرَفُوا"، ليس فيه: "قد امْتَحَشُوا"، وإنما ذَكَرها بعد قوله: "فيَقبِض قبضةً"، وكذا أخرجه البيهقيّ، وابن منده، من رواية رَوْح بن الْفَرَج، ويحيى بن أبي أيوب الْعَلَّاف، كلاهما عن يحيى بن بكير به.

قال عياض: ولا يبعد أن الامتحاش يَخْتَصّ بأهل القبضة، والتحريم على النار أن تأكل صورة الخارجين أوّلًا قبلهم، ممن عَمِلَ الخير على التفصيل السابق، والعلم عند الله تعالى (١).

(فَيُصَبُّ) بالبناء للمفعول (عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ) أي الماء الذي من يشربه، أو يتطهّر به لم يمت أبدًا (٢).

وفي رواية البخاريّ: "فيُصَبّ عليهم ماء، يقال له: ماء الحياة"، وفي حديث أبي سعيد الآتي: "فيُلْقيهم في نهر في أفواه الجنة، يقال له: نهر الحياة"، والأفواه جمع فوهة على غير قياس، والمراد بها الأوائل، وفي تسمية ذلك النهر به إشارةٌ إلى أنهم لا يحصل لهم الفناء بعد ذلك.

(فَيَنْبُتُونَ) بضمّ الموحّدة، يقال: نَبَتَ نَبْتًا، من باب نصر، والاسم: النبات (٣)، (مِنْهُ) أي بسبب ذلك الماء، فـ "من" سببيّة، قال النوويّ - رحمه الله -: هكذا هو في الأصول: "فينمون منه" بالميم والنون، وهو صحيحٌ، ومعناه: ينبتون بسببه. انتهى (٤). (كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ) بكسر الحاء المهملة، وتشديد الموحدة: بُزُور البقول والْعُشْب، تنبُت في الصحراء والبراري، وجوانبِ السيول، وجمعها: حِبَبٌ بكسر المهملة، وفتح الموحدة، بعدها مثلها، وأما الْحَبَّة بفتح أوله، فهي ما يزرعه الناس، وجمعها حبوب بضمتين، ووقع في حديث أبي


(١) راجع: "الفتح" ١١/ ٤٦٥ - ٤٦٦.
(٢) "المفهم" ١/ ٤٢٢.
(٣) "المصباح المنير" ٢/ ٥٩٠.
(٤) "شرح النوويّ" ٣/ ٢٣.