للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ووقع في حديث أبي سعيد الآتي: "قلنا: وما الجسر؟ قال: مَدْحَضَةٌ مَزَلَّةٌ": أي زَلَقٌ تَزْلِقُ (١) فيه الأقدام.

ووقع عند مسلم: "قال أبو سعيد: بلغني أن الصراط أحدُّ من السيف، وأدَقُّ من الشعرة"، ووقع في رواية ابن منده من هذا الوجه: "قال سعيد بن أبي هلال: بلغني"، ووصله البيهقيّ عن أنس، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مجزُومًا به، وفي سنده لِين، ولابن المبارك، عن مرسل عُبَيد بن عُمير: "إن الصراط مثل السيف، وبِجَنبتيه كلاليب، إنه ليؤخذ بالكَلُّوب الواحد أكثر من ربيعة ومضر"، وأخرجه ابن أبي الدنيا من هذا الوجه، وفيه: "والملائكة على جنبتيه، يقولون: رب سَلِّم سَلِّم".

وجاء عن الفضيل بن عياض قال: "بلغنا أن الصراط مسيرة خمسة عشر ألف سنة، خمسة آلاف صعود، وخمسة آلاف هبوط، وخمسة آلاف مُسْتوٍ أدَقُّ من الشعرة، وأَحَدُّ من السيف، على متن جهنم، لا يجوز عليه إلا ضامرٌ مَهْزُولٌ من خشية الله"، أخرجه ابن عساكر في ترجمته، وهذا مُعْضَلٌ لا يثبت.

وعن سعيد بن أبي هلال قال: "بلغنا أن الصراط أدَقّ من الشعر على بعض الناس، ولبعض الناس مثل الوادي الواسع"، أخرجه ابن المبارك، وابن أبي الدنيا، وهو مرسلٌ، أو معضلٌ.

وأخرج الطبريّ من طريق غُنيم بن قيس أحدِ التابعين قال: "تُمَثَّل العار للناس، ثم يناديها منادٍ: أمسكي أصحابك، ودعي أصحابي، فتخسف بكُلّ وليّ لها، فهي أعلم بهم من الرجل بولده، ويخرج المؤمنون نَدِيّةً ثيابهم"، ورجاله ثقات، مع كونه مقطوعًا. انتهى (٢).

(فَمِنْهُمُ الْمُؤْمِنُ بَقِيَ بِعَمَلِهِ) ذكر القاضي عياض - رحمه الله - أنه رُوِيَ على ثلاثة أوجه:

[أحدها]: "المؤمن يَقِي بعمله" بالميم والنون، و"يَقِيَ" بالياء والقاف.

[والثاني]: "الْمُوثَقُ" بالمثلثة والقاف.


(١) من باب تَعِبَ: أي تسقط.
(٢) "الفتح" ١١/ ٤٦٢ "كتاب الرقاق" (٦٥٧٤).