للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ما في قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} الآية [النساء: ١]، فيدخل فيه معنى التعظيم لأمر الله، والشفقة على خلق الله، فكأنهما اكتنفتا جنبتي الإسلام الذي هو الصراط المستقيم، وفطرتي الإيمان والدين القويم. انتهى (١).

(مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ) بفتح السين، وسكون العين المهملتين، بلفظ التثنية، و"السَّعْدان": جمع سَعْدانة، وهو نبات ذو شوك يُضرَب به المثل في طيب مَرْعَاه، قالوا: مَرْعًى ولا كالسَّعْدان، قال في "الفتح" (٢)، وقال القرطبيّ: "السَّعْدان": نبتٌ كثير الشوك، شوكه كالخطاطيف والْمَحَاجن. انتهى (٣).

وقوله: (هَلْ رَأَيْتُمُ السَّعْدَانَ؟ ") استفهام تقرير؛ لاستحضار الصورة المذكورة (قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله، قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - "فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَان، غَيْرَ أنَّهُ) الضمير للشأن (لَا يَعْلَمُ مَا قَدْرُ عِظَمِهَا) أي الشوكة (إِلَّا اللهُ) قال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قيّدناه عن بعض شيوخنا برفع الراء، على أن تكون "ما" استفهامًا خبرًا مقدَّمًا، و"قدرُ" مبتدأ، أو بنصبها على أن تكون "ما" زائدة، و"قدرَ" مفعول "يَعْلَمُ". انتهى (٤).

(تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ) بفتح الطاء، ويجوز كسرها، يقال: خَطِفَ، وخَطَفَ بكسر الطاء، وفتحها، والكسر أفصح، ويجوز أن يكون معناه: تخطفهم بسبب أعمالهم، ويجوز أن يكون معناه: تخطفهم على قدر أعمالهم، قاله النوويّ (٥).

وقال في "الفتح": قال ثعلب في "الفصيح": خَطِفَ بالكسر في الماضي، وبالفتح في المضارع، وحَكَى القزاز عكسه، والكسر في المضارع أفصح.

قال الزين ابن الْمُنَيِّر: تشبيه الكلاليب بشوك السَّعْدان خاصّ بسرعة اختطافها، وكثرة الانتشاب فيها مع التَّحَرُّز والتَّصَوُّن؛ تمثيلًا لهم بما عَرَفوه في الدنيا، وأَلِفُوه بالمباشرة، ثم استثنى إشارة إلى أن التشبيه لم يقع في مقدارهما، وفي رواية السّدّيّ: "وبحافتيه ملائكة، معهم كلاليب من نار، يختطفون بها الناس".


(١) راجع: "الفتح" ١١/ ٤٦١.
(٢) ١١/ ٤٦١.
(٣) "المفهم" ١/ ٤٢٠.
(٤) "المفهم" ١/ ٤٢٠.
(٥) "شرح النوويّ" ٣/ ٢١.