للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[والثالث]: "الْمُوبَقُ، يَعْنِي بعمله"، "فالموبَق" بالباء الموحدة والقاف، و"يَعْنِي" بفتح الياء المثنّاة، وبعدها العين، ثم النون، قال القاضي: هذا أصحها، وكذا قال صاحب "المطالع": هذا الثالث هو الصواب، قال: وفي "يقي" على الوجه الأول ضبطان: أحدهما: بالباء الموحدة، والثاني: بالياء المثنّاة من تحتُ من الوقاية.

قال النوويّ: والموجود في معظم الأصول ببلادنا هو الوجه الأول. انتهى (١).

وقال القرطبيّ: قوله: "فمنهم الْمُوبَق بعمله " بالباء بواحدة من أسفلُ، كذا للعذريّ، ومعناه: الْمُهْلَكُ بعمله السيّئ، وللطبريّ: "الْمُوثَقُ بعمله" بالثاء المثلّثة من الوثاق، وللسمرقنديّ: "المؤمن بقي بعمله"، وكلّها صحيح، والأول أوضحها. انتهى (٢).

(وَمِنْهُمُ الْمُجَازَى حَتَّى يُنَجَّى) قال النوويّ - رحمه الله -: ضبطناه بالجيم والزاي، من المجازاة، وهكذا هو في أصول بلادنا في هذا الموضع، وذكر القاضي عياض - رحمه الله - في ضبطه خلافًا، فقال: رواه العذريّ وغيره: "الْمُجَازَى" كما ذكرناه، ورواه بعضهم: "الْمُخَرْدَل" بالخاء المعجمة، والدال، واللام، ورواه بعضهم في البخاريّ "الْمُجَرْدَل" بالجيم، فأما الذي بالخاء فمعناه: الْمُقَطَّع: أي بالكلاليب، يقال: خردلتُ اللحم: أي قظَعته، وقيل: خَرْدَلتُ: بمعنى: صَرَعتُ، ويقال: بالذال المعجمة أيضًا، والْجَرْدَلة بالجيم: الإشراف على الهلاك والسقوط. انتهى.

[تنبيه]: وقع عند البخاريّ من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهريّ بلفظ: "ومنهم الْمُخَرْدَلُ، ثم ينجو".

قال في "الفتح": قوله: "ومنهم الْمُخَرْدَل" بالخاء المعجمة، وفي رواية شعيب: "ومنهم مَن يُخَرْدَل"، ووقع في رواية الأصيلي هنا بالجيم، وكذا لأبي أحمد الجرجانيّ، في رواية شعيب، ووهّاه عياض، والدال مهملة للجميع، وحَكَى أبو عُبيد فيه إعجام الذال، ورَجَّحَ ابن قرقول الخاء المعجمة، والدال


(١) "شرح النوويّ" ٣/ ٢١.
(٢) "المفهم" ١/ ٤٢٠.