للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لأَنْ أقولَ: سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْدُ لله، وَلَا إلَهَ إلَّا اللهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ").

قال الجامع عفا الله عنه: تقدّم هذا الإسناد نفسه قبل ثلاثة أبواب.

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه -؛ أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْدُ لله، وَلَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ") قال القرطبيّ رَحِمَهُ اللهُ: أي: من أن تكون له الدنيا بكلّيتها، فيَحْتَمِل أن يكون هذا على جهة الإغياء على طريقة العرب في ذلك.

ويَحْتَمِل أن يكون معنى ذلك أن تلك الأذكار أحبّ إليه من أن تكون له الدنيا، فينفقها في سبيل الله، وفي أوجه البرّ، والخير، وإلا فالدنيا من حيث هي دنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة، وكذلك هي عند أنبيائه، وأهل معرفته، فكيف تكون أحبّ إليه من ذِكر أسماء الله تعالى وصفاته التي يحصل بها ذلك الثواب العظيم، والحظ الجزيل؟ انتهى (١).

وقال المناويّ رَحِمَهُ اللهُ ما حاصله: إنما كانت أحبّ إليه؛ لأنها الباقيات الصالحات، وفيه أن الذكر أفضل من الصدقة، وبه أفتى السيوطيّ، قال: بل وأفضل من جميع العبادات، وتقدَّمه لذلك الغزاليّ، قال: ولذلك لم يرخّص في تَرْكه في حال من الأحوال. انتهى (٢).

وقال القاري رَحِمَهُ اللهُ: قوله: "أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس"؛ أي: من الدنيا وما فيها من الأموال وغيرها، كذا قيل، قال ابن حجر (٣): فـ "أحبّ" ليس على حقيقته؛ والمعنى: أنها أحب إليّ باعتبار ثوابها الكثير الباقي من الدنيا بأسرها، لزوالها وفنائها، وهذا نحو حديث: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها".

وقال ابن العربيّ: أطلق المفاضلة بين قول هذه الكلمات وبين ما طلعت


(١) "المفهم" ٧/ ٢٢ - ٢٣.
(٢) "فيض القدير" ٥/ ٢٥٦.
(٣) يعني: الهيتميّ الشافعيّ شارح "المشكاة".