عليه الشمس، ومن شَرْط المفاضلة استواء الشيئين في أصل المعنى، ثم يزيد أحدهما على الآخر.
وأجاب ابن بطال بأن معناه: أنها أحب إليه من كل شيء؛ لأنه لا شيء إلا الدنيا والآخرة، فأخرج الخبر من ذِكر الشيء بذكر الدنيا؛ إذ لا شيء سواها إلا الآخرة.
وأجاب ابن العربيّ بما حاصله: أن "أفعل" قد يراد به أصل الفعل، لا المفاضلة؛ كقوله تعالى:{خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا}[الفرقان: ٢٤]، ولا مفاضلة بين الجنة والنار، أو الخطاب واقع على ما استقرّ في نفس أكثر الناس، فإنهم يعتقدون أن الدنيا لا شيء مثلها، وأنها المقصود، فأخبر بأنها عنده خير مما تظنون أنه لا شيء أفضل منه.
وقيل: يَحْتَمِل أن يكون المراد أن هذه الكلمات أحبّ إلِيّ من أن تكون لي الدنيا، فأتصدق بها.
والحاصل: أن الثواب المترتب على قول هذا الكلام أكثر من ثواب من تصدّق بجميع الدنيا، ويؤيده حديث:"لو أن رجلًا في حِجره دراهم يقسمها، وآخر يذكر الله كان الذاكر لله أفضل".
ويَحْتَمِل أن يكون المراد: أحبّ إلِيّ من جَمْع الدنيا، واقتنائها، وكانت العرب تفتخر بجمع الأموال. انتهى (١)، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلَّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف رَحِمَهُ اللهُ.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هما [١٠/ ٦٨٢٣](٢٦٩٥)، و (الترمذيّ) في "الدعوات "(٣٥٩٧)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه"(١٠/ ٢٨٨)، و (النسائيّ) في "الكبرى"(٦/ ٢٠٦ و ٢٠٩) وفي "عمل اليوم والليلة"(٨٣٥)، و (ابن حبّان)