١ - (منها): بيان الترغيب، والتخفيف، والحثّ على الذِّكر المذكور؛ لمحبة الرحمن له، والخفة بالنسبة لِمَا يتعلق بالعمل، والثِّقَل بالنسبة لإظهار الثواب.
٢ - (ومنها): أنه جاء ترتيب هذا الحديث على أسلوب عظيم، وهو أن حُبّ الرب سبحانه وتعالى سابق، وذِكر العبد، وخفة الذكر على لسانه تالٍ، ثم بَيّن ما فيهما من الثواب العظيم النافع يوم القيامة.
٣ - (ومنها): الحثّ على إدامة هذا الذكر، وقد تقدم في فضل التسبيح:"من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حُطّت خطاياه، وإن كانت مثل زَبَد البحر"، وإذا ثبت هذا في قول:"سبحان الله وبحمده" وحدها، فإذا انضمت إليها الكلمة الأخرى، فالذي يظهر أنها تفيد تحصيل الثواب الجزيل المناسب لها، كما أن من قال الكلمة الأولى، وليست له خطايا مثلًا، فإنه يحصل له من الثواب ما يوازن ذلك.
٤ - (ومنها): أن فيه إيرادَ الحكم المرغّب في فعله بلفظ الخبر؛ لأن المقصود من سياق هذا الحديث الأمر بملازمة الذكر المذكور.
٥ - (ومنها): أن من البديع المقابلةَ، والمناسبةَ، والموازنةَ في السجع؛ لأنه قال:"حبيبتان إلى الرحمن" ولم يقل: للرحمن؛ لموازنة قوله:"على اللسان"، وعَدَّى كلًّا من الثلاثة بما يليق به.
٦ - (ومنها): أن فيه إشارةً إلى امتثال قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ}[ق: ٣٩]، وقد أخبر الله تعالى عن الملائكة في عِدّة آيات أنهم يسبّحون بحمد ربهم، وأخرج مسلم عن أبي ذرّ - رضي الله عنه -، قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أيُّ الكلام أحب إلى الله؟ قال:"ما اصطفى الله لملائكته: سبحان ربي وبحمده، سبحان ربي وبحمده"، وفي لفظ له:"إن أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده"، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رَحِمَهُ اللهُ أوّلَ الكتاب قال: