للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يكون معناه: أن الصورة التي صَوَّرها هي تعذّبه بعد أن يُجعل فيها رُوحٌ، وتكون الباء في "بكل" بمعنى "في"، ويَحْتَمِل أن يُجعَل له بعدد كلّ صورة، ومكانِها شخص يُعذّبه، وتكون الباء بمعنى لام السبب، أو من أجل. انتهى (١).

زاد في رواية البخاريّ في "البيوع" من طريق عوف عن سعيد بن أبي الحسن: "فربا الرجل ربوةً شديدةً، واصفرّ وجهه"، وقوله: "فربا الرجل" بالراء، والموحّدة؛ أي: انتفخ، قال الخليل: ربا الرجل أصابه نَفَسٌ في جوفه، وهو الرَّبْوُ، والرَّبْوَةُ، وقيل: معناه ذُعِرَ، وامتلأ خوفًا، وقوله: "رُبْوَةً" بضم الراء، وبفتحها، قاله في "الفتح" (٢).

(وَقَالَ) ابن عبّاس - رضي الله عنهما - (إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا)؛ أي: لا غنى لك من صنع الصور، (فَاصْنَعِ)؛ أي: صوّر (الشَّجَرَ، وَمَا لَا نَفْسَ لَهُ)؛ أي: لا روح له.

وفي رواية البخاريّ: "فقال: ويحك، إن أَبَيْت إلا أن تصنع، فعليك بهذا الشجر، كلّ شيء ليس فيه روح".

قال في "الفتح": قوله: "فعليك بهذا الشجر، كُلّ شيء ليس فيه روح" كذا في الأصل بخفض "كُلِّ" على أنه بدل كلّ من بعض، وقد جَوَّزه بعض النحاة، ويَحْتَمِل أن يكون على حذف مضاف؛ أي: عليك بمثل الشجر، أو على حذف واو العطف؛ أي: وكلّ شيء، ومثله قولهم في: "التحيات، الصلوات"، إذ المعنى: والصلوات، وبهذا الأخير جزم الحميديّ في "جمعه"، وكذا ثبتٌ في رواية مسلم، والإسماعيليّ بلفظ: "فاصنع الشجر، وما لا نفس له"، ولأبي نعيم من طريق هَوْذة، عن عوف: "فعليك بهذا الشجر، وكلِّ شيء ليس فيه روح"، بإثبات واو العطف (٣).

وقال الطيبيّ: قوله: "كلِّ شيء" يجوز فيه الجرّ على أنه بيان للشجر؛ لأنه لَمّا منعه عن التصوير، وأرشده إلى جنس الشجر، رأى ذلك غير وافٍ


(١) "إكمال المعلم" ٦/ ٦٣٧.
(٢) "الفتح" ٥/ ٧٠٣، كتاب "البيوع" (٢٢٢٥).
(٣) "الفتح" ٥/ ٧٠٣، كتاب "البيوع" (٢٢٢٥).