طلحة وحده، وصُرِّح بذلك في رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى، ولفظه:"فلما انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الباب، فقال لهم: اقعدوا، ودخل".
وفي رواية يعقوب:"أَدْخِل عليّ ثمانية، فما زال، حتى دخل عليه ثمانون رجلًا، ثم دعاني، ودعا أمي، وأبا طلحة، فأكلنا حتى شبعنا". انتهى.
وهذا يدلّ على تعدد القصّة، فإن أكثر الروايات فيها أنه أدخلهم عشرةً عشرةً، سوى هذه، فقال: إنه أدخلهم ثمانيةً ثمانيةً، فالله أعلم، قاله في "الفتح"(١).
(فَأَذِنَ لَهُمْ) قال النوويّ - رحمه الله -: وإنما أَذِن لعشرة عشرة؛ ليكون أرفق بهم، فإن القصعة التي فتَّ فيها تلك الأقراص لا يتحلق عليها أكثر من عشرة إلا بضرر يلحقهم لِبُعدها عنهم، والله أعلم.
(فَأَكَلُوا، حَتَّى شَبِعُوا) وفي رواية مبارك بن فَضالة: "فوضع يده وسط القرص، وقال: كلوا بسم الله، فأكلوا من حوالي القصعة، حتى شبعوا"، وفي رواية بكر بن عبد الله:"فقال لهم: كلوا من بين أصابعيّ".
(ثُمَّ خَرَجُوا) وفي رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى: "ثم قال لهم: قوموا، وليدخل عشرةٌ مكانكم"، (ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ"، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا، حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ"، حَتَّى أكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ، وَشَبِعُوا، وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ رَجُلًا، أَوْ ثَمَانُونَ) كذا وقع في هذه الرواية بالشكّ، وفي غيرها بالجزم بالثمانين، كما هو من رواية محمد بن كعب، وغيره، وفي رواية مبارك بن فَضالة:"حتى أكل منه بضعةٌ وثمانون رجلًا"، وفي رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى الآتية عند مسلم في الباب:"حتى فعل ذلك بثمانين رجلًا، ثم أكل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك، وأهل البيت، وتركوا سؤرًا"؛ أي: فضلًا.
وفي روايته عند أحمد:"قلت: كم كانوا؟ قالوا: كانوا نَيِّفًا وثمانين، قال: وأفضل لأهل البيت ما يشبعهم".
قال الحافظ - رحمه الله -: ولا منافاة بينهما؛ لاحتمال أن يكون ألغى الكسر، ولكن وقع في رواية ابن سيرين عند أحمد: "حتى أكل منها أربعون رجلًا،