وبقيت كما هي"، وهذا يؤيد التغاير الذي أشرت إليه، وأن القصة التي رواها ابن سيرين غير القصة التي رواها غيره.
ويأتي عند مسلم في رواية عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة: "وأفضل ما بَلَّغوا جيرانهم"، وفي رواية عمرو بن عبد الله: "وفضلت فضلة، فأهديناها لجيراننا"، ونحوه عند أبي نعيم، من رواية عُمارة بن غَزِيّة، عن ربيعة، عن أنس، بلفظ: "حتى أهدت أم سليم لجيراننا".
ويأتي أيضًا لمسلم في أواخر رواية سعد بن سعيد: "حتى لم يبق منهم أحد إلا دخل، فأكل، حتى شبع"، وفي رواية له من هذا الوجه: "ثم أخذ ما بقي، فَجَمَعه، ثم دعا فيه بالبركة، فعاد كما كان"، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٨/ ٥٣٠٥ و ٥٣٠٦ و ٥٣٠٧ و ٥٣٠٨ و ٥٣٠٩ و ٥٣١٠ و ٥٣١١ و ٥٣١٢ و ٥٣١٣](٢٠٤٠)، و (البخاريّ) في "الصلاة" (٤٢٢) و"الأنبياء" (٣٥٧٨) و"الأطعمة" (٥٣٨١ و ٥٤٥٠) و"الأيمان والنذور" (٦٦٨٨)، و (الترمذيّ) في "المناقب" (٣٦٣٤)، و (مالك) في "الموطّأ" (٢/ ٩٢٧)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (٤/ ١٤٢)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (٢٥/ ١٠٧)، و (عبد بن حميد) في "مسنده" (١/ ٣٧١)، و (الفريابيّ) في "مسنده" (١/ ٣٦)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٧/ ٢٧٣)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم - من ضيق الحال، وشَظَف العيش، وأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يجوع حتى يبلغ به الجوع والجهد إلى ضَعف الصوت، وهو غير صائم.
٢ - (ومنها): بيان أن الطعام الذي لمثله يُدْعَى الضيف، ولا يُدْعَى إلا لأرفع ما يُقْدَر عليه كان عندهم الشعير، وقد كان أكثر طعامهم التمر في أول