للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أي: اقْلِبْ وعاءها، ويقال: أكفأ بالهمز أيضًا، قال في "القاموس": كفأه، كمنعه: صرفه، وكبّه، وقلبَهُ، كأكفأه، وا كتفأه. انتهى.

وقوله: (قُلْتُ لأَنَسٍ) القائل هو سليمان التيميّ.

وقوله: (مَا هُوَ؟) وفي رواية البخاريّ: "ما شرابهم".

وقوله: (قَالَ: بُسْرٌ وَرُطَبٌ)؛ أي: قال أنس: كان شرابهم مخلوطًا من بُسْر وتمر، و"الْبُسْر" - بضم، فسكون - قال ابن فارس: البسر من كلّ شيء: الْغَضّ، ونباتٌ بُسْرٌ؛ أي: طَرِيّ. انتهى من "المصباح". وقال في "القاموس": البُسر: التمر قبل إرطابه، والبُسْرة واحدتها، وتُضمّ السين. انتهى.

وقوله: (فَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أنسٍ) ابن مالك الأنصاريّ، ثقةٌ من الطبقة الرابعة، من رجال المصنّف، وأبي داود في "المراسيل"، والنسائيّ.

وقوله: (كَانَتْ خَمْرَهُمْ يَوْمَئِذٍ) بنصب "خمرهم " خبرًا لـ"كان"، واسمها ضمير يعود إلى الفضيخ، وأنّثها نظرًا لكونها خمرًا.

وهذا الذي قاله أبو بكر قد ثبتٌ تحديث أنس به، كما أشار إليه بقوله: (قَالَ سُلَيْمَانُ) التيميّ، وهو موصول بالسند الماضي، (وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ) يَحْتَمِل أن يكون قتادة، أو بكر بن عبد الله المزنيّ، كما قال الحافظ. (عَنْ أنسِ بْنِ مَالِكٍ) - رضي الله عنه - (أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ أَيْضًا)؛ أي: حدّث بما قاله ولده أبو بكر.

وفي الرواية التالية عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: حدّثني بعض من كان معي، أنه سمع أنسًا يقول: "كان خمرَهم يومئذ"، فيَحْتَمِل أن يكون أنس حدّث بها حينئذ، فلم يسمعه سليمان، أو حدّث بها في مجلس آخر، فحفظها عنه الرجل الذي حدّث بها سليمان.

قال الجامع عفا الله عنه: هكذا قال في "الفتح" لكن يُبعد الاحتمال الثاني قوله هنا في الرواية التالية: "فحدّثني بعض من كان معي … إلخ"، فالاحتمال الأول هو الأقرب، والله تعالى أعلم.

قال الحافظ: وهذا المبهم يَحْتَمِل أن يكون هو قتادة، فقد أخرجه مسلم أيضًا من طريقه، عن أنس، بلفظ: "وقال أنس بن مالك: لقد حُرِّمت الخمر، وكانت عامّة خمورهم يومئذ خليط الْبُسر والتمر".

ويَحْتَمِل أن يكون هو بكر بن عبد الله المزنيّ، فقد أخرج البخاريّ من