للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقوله: (إِنِّي لَقَائِمٌ عَلَى الْحَيِّ) - بفتح الحاء المهملة، وتشديد الياء التحتانيّة: القَبيلة من العرب، والجمع أحياء، قاله الفيّوميّ (١).

وقال المرتضى في "التاج" (٢): والحيُّ: البطن من بطون العرب، جَمْعه أحياء، قال الأزهريّ: الحيّ يقع على بني أب كَثُروا، أو قَلُّوا، وعلى شَعْب يجمع القبائل، ومنه قول الشاعر [من الخفيف]:

قَاتَلَ اللهُ قَيْسَ عَيْلَانَ حَيًّا … مَا لَهُمْ دَونَ عُذْرَةٍ مِنْ حِجَابِ

وقوله: (عَلَى عُمُومَتي) بدل من الجارّ والمجرور قبله، و"العمومة" بالَضمّ - كما في "القاموس" - يكون مصدرًا، ويكون جمع عمّ، والثاني هو المراد هنا، وتقدّم أنه إنما سمّاهم عُمومته؛ لأنهم كانوا أسنّ منهم، ولأن أكثرهم من الأنصار، والله تعالى أعلم.

وقوله: (أَسْقِيهِمْ) يَحْتَمِل أن يكون بفتح الهمزة، مضارع سقى ثلاثيًّا، كما في قوله تعالى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [الإنسان: ٢١]، ويَحْتَمِل أن يكون بضمّها؛ مضارع أسقى رباعيًّا؛ كما في قوله تعالى: {لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} الآية [الجن: ١٦].

وقوله: (مِنْ فَضِيخٍ لَهُمْ) وفي رواية البخاريّ: "من فَضيخ زَهْو وتمر": أما الفَضِيخ: فهو - بفاء وضاد، معجمتين، وِزان عظيم -: اسم للبُسْر إذا شُدِخَ، ونُبِذ، وأما الزَّهْوُ - فبفتح الزاي، وسكون الهاء، بعدها واو -: وهو البُسر الذي يَحمَرّ، أو يَصْفَرُّ قبل أن يترطب، وقد يُطلق الفضيخ على خليط البُسر والرُّطب، كما يُطلق على خليط البسر والتمر، كما في الرواية التالية، وكما يُطلق على البسر وحده، وعلى التمر وحده، كما في رواية عند البخاريّ، وعند أحمد من طريق قتادة، عن أنس: "وما خَمْرُهم يومئذ إلا البسر والتمر، مخلوطين"، ووقع عند مسلم من طريق قتادة، عن أنس: "أسقيهم من مزادة فيها خليط بُسر وتمر".

وقوله: (فَجَاءَ رَجُلٌ) تقدّم أنه لا يُعرف اسمه.

وقوله: (فَقَالُوا: اكْفَأْهَا يَا أنسُ) بوصل الهمزة، من كفأ، من باب نفع؛


(١) "المصباح المنير" ١/ ١٦٠.
(٢) "تاج العروس" ١/ ٨٣٦٠.