للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

في مِعًى واحدٍ" (١).

(فَانْطَلَقَ)؛ أي: فأطلقوه، فانطلق؛ أي: ذهب (إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ) النبويّ، قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هكذا هو في البخاريّ، ومسلم، وغيرهما: "نَخْل" - بالخاء المعجمة - وتقديره: انطلق إلى نخل، فيه ماءٌ، فاغتَسَل منه، قال القاضي: قال بعضهم: صوابه نَجْلٌ - بالجيم - وهو الماء القليل المنبعث، وقيل: الجاري.

قال النوويّ: بل الصواب الأول؛ لأنَّ الروايات صَحَّت به، ولم يُرْوَ إلَّا هكذا، وهو صحيح، فلا يجوز العدول عنه. انتهى (٢).

وقال في "الفتح": قوله: "إلى نخل" في أكثر الروايات بالخاء المعجمة، وفي النسخة المقروءة على أبي الوقت بالجيم، وصوَّبها بعضهم، وقال: النجل: الماء القليل النابع، وقيل: الجاري، قلت (٣): ويؤيِّد الرواية الأولى أن لفظ ابن خزيمة في "صحيحه" في هذا الحديث: "فانطلقت إلى حائط أبي طلحة". انتهى (٤).

وقال في "العمدة": قوله: "فانطلق إلى نجل"، ونَجْل - بفتح النون، وسكون الجيم، وفي آخره لام - وهو الماء النابع من الأرض، وقال الجوهريّ: استنجل الموضع؛ أي: كَثُر به النجل، وهو الماء يظهر من الأرض، وهكذا وقع في النسخة المقروءة على أبي الوقت، وكذا زعم ابن دُريد، وفي أكثر الروايات "إلى نخل" بالخاء المعجمة، وكذا في رواية مسلم، ويؤيِّد هذا ما رواه ابن خزيمة في "صحيحه" من حديث أبي هريرة: أن ثمامة أُسر، وكان النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يغدو إليه، فيقول: "ما عندك يا ثمامة؟ "، فيقول: إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تَمُنّ تمنّ على شاكر، وإن تُرِد المال نعطك منه ما شئت، وكان أصحاب النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يحبّون الفداء، ويقولون: ما نصنع بقتل هذا؟ فمَرّ عليه النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يومًا، فأسلم، فحَلّه، وبَعَث به إلى حائط أبي طلحة، فأمره أن


(١) "الفتح" ٩/ ٥٢٠، كتاب "المغازي" رقم (٤٣٧٢).
(٢) "شرح النوويّ" ١٢/ ٨٨ - ٨٩.
(٣) القائل هو الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -.
(٤) "الفتح" ١/ ٦٦٣، طبعة دار الريّان.