وقال الأخفش: إنما سمِّيت لِينة اشتقاقًا من اللون، لا من اللين.
وقال المهدويّ: واختُلف في اشتقاقها، فقيل: هي من اللون، وأصلها لونة.
وقيل: أصلها لينة، من لان يلين. انتهى كلام القرطبيّ رحمه الله (١).
({أَوْ تَرَكْتُمُوهَا})؛ أي: لم تقطعوها ({قَائِمَةً}) منصوب على الحال ({عَلَى أُصُولِهَا})؛ أي: على سُوقها ({فَبِإِذْنِ اللَّهِ})؛ أي: فبأمره تعالى ({وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (٥)}) [الحشر: ٥])؛ أي: ليُذلّ اليهود الكفّار به تعالى، وبنبيّه - صلى الله عليه وسلم -، وبكتابه.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: في "تفسيره": قوله تعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (٥)} اللين: نوع من التمر، وهو جيّد، قال أبو عبيدة: وهو ما خالف العجوة، والبرنيّ من التمر، وقال كثيرون من المفسرين: اللينة ألوان التمر، سوى العجوة، قال ابن جرير: هو جميع النخل، ونقله عن مجاهد، وهو البويرة أيضًا، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمّا حاصرهم أمر بقطع نخيلهم؛ إهانةً لهم، وإرهابًا، وإرعابًا لقلوبهم.
فروى محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان، وقتادة، ومقاتل بن حيان: أنهم قالوا: فبعث بنو النضير يقولون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنك تنهى عن الفساد، فما بالك تأمر بقطع الأشجار؟ فأنزل الله هذه الآية الكريمة؛ أي:{مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ}، وما تركتم من الأشجار، فالجميع بإذنه، ومشيئته، وقدره، ورضاه، وفيه نكاية بالعدوّ، وخزي لهم، وإرغام لأنوفهم.
وقال مجاهد: نَهَى بعض المهاجرين بعضًا عن قطع النخل، وقالوا: إنما