مات معاذ -رضي الله عنه- انتقل عبادة إلى فلسطين، وأقام بها حتى تُوُفّي -رضي الله عنه-، وكان عبادة -رضي الله عنه- يبادر إلى الإنكار على المنكرات وفاء لبيعته، وكانت له مع معاوية -رضي الله عنه- أخبار سردها ابن عساكر في "تاريخه"، ومن جملتها هذا الحديث، وقد أخرجه ابن عساكر عن الحسن مرسلًا، ولفظه: عن الحسن قال: كان عبادة بن الصامت بالشام، فرأى آنية من فضّة يباع الإناء بمثلي ما فيه، أو نحو ذلك، فمشى إليهم عبادة، فقال: أيها الناس من عَرَفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني، فأنا عبادة بن الصامت، وإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مجلس من مجالس الأنصار ليلة الخميس في رمضان، ولم يصم رمضان بعده، يقول:"الذهب بالذهب مثلًا بمثل، سواءً بسواء، وزنًا بوزن، يدًا بيد، فما زاد فهو ربا، والحنطة قفيز بقفيز، يدًا بيد، فما زاد فهو ربا، والتمر بالتمر، قفيز بقفيز، يدًا بيد، فما زاد فهو ربا"، قال: فتفرّق الناس عنه، فأتي معاوية، فأُخبر بذلك، فأرسل إلى عبادة، فأتاه، فقال له معاوية: لئن كنت صحبت النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وسمعت منه، لقد صَحِبناه، وسمعنا منه، فقال له عبادة: لقد صَحِبته، وسمعت منه، فقال له معاوية: فما هذا الحديث الذي تذكره؟ فأخبره به، فقال له معاوية: اسكت عن هذا الحديث، ولا تذكره، فقال له: بلى، وإن رَغِم أنف معاوية، ثم قال: فقال له معاوية: ما نجد شيئًا أبلغ فيما بيني وبين أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- من الصفح عنهم. انتهى.
وهذه القصّة تدلّ على أن حديث ربا الفضل تكلّم به النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في رمضان سنة عشر من الهجرة، والله أعلم (١).
(قَالَ حَمَّادٌ) هو ابن زيد (هَذَا)؛ أي: هذا اللفظ الذي ساقه (أَوْ نَحْوَهُ)؛ أي: نحو هذا اللفظ، والقائل:"قال حمّاد … إلخ " هو عبيد الله بن عمر القواريريّ، شيخ المصنّف، وأشار بهذا إلى شكّه في نصّ حماد للحديث، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.