للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثلاثة أيام، أن عدتهنّ كانت تسعةً، فإذا ضُربت في ثلاثة، كانت سبعة وعشرين، واليومان لمارية؛ لكونها كانت أمةً، فنقصت عن الحرائر. انتهى كلام الحافظ رحمه الله (١)، وهو بحث نفيسٌ جدًّا، والله تعالى أعلم بالصواب.

(قَالَ الزُّهْرِيُّ) أي: بالإسناد السابق، وليس معلّقًا، وقد وقع عند البخاريّ من رواية عُقيل، وشعيب بن أبي حمزة مدرجًا، كما قال في "الفتح" (٢).

(فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ) بن الزبير (عَنْ عَائِشَةَ) - رضي الله عنها - (قَالَتْ: لَمَّا مَضَى تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً، دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَدَأَ بِي) فيه أن من غاب عن أزواجه، ثم حضر يبدأ بمن شاء منهنّ، ولا يلزمه أن يبدأ من حيث بلغ، ولا أن يُقرع، كذا قيل، ويَحْتَمِل أن تكون البداءة بعائشة - رضي الله عنها -؛ لكونه اتَّفَقَ أنه كان يومها، قاله في "الفتح" (٣).

(فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّكَ أَقْسَمْتَ أَنْ لَا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا) تقدم في رواية سماك بن الوليد أن عمر ذَكَّره - صلى الله عليه وسلم - بذلك، ولا منافاة بينهما؛ لأن في سياق حديث عمر أنه ذَكَّره بذلك عند نزوله من الغرفة، وعائشة ذكرته بذلك حين دخل عليها، فكأنهما تواردا على ذلك.

وقد تقدّم عند مسلم من حديث جابر - رضي الله عنه - في هذه القصة: "قال: فقلنا"، قال الحافظ: فظاهر هذا السياق يوهم أنه من تتمة حديث عمر، فيكون عُمر حضر ذلك من عائشة، وهو مُحْتَمِل عندي، لكن يُقَوِّي أن يكون هذا من تعاليق الزهريّ في هذه الطريق، فإن هذا القدر عنده عن عروة، عن عائشة، أخرجه مسلم من رواية معمر، عنه: أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أقسم أنه لا يدخل على نسائه شهرًا، قال الزهريّ: فأخبرني عروة، عن عائشة، قالت، فذكره. انتهى.

(وَإِنَّكَ دَخَلْتَ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ أَعُدُّهُنَّ) جملة في محلّ جرّ نعت للعدد، وفي رواية البخاريّ: "وإنمَا أصبحت من تسع وعشرين ليلةً أعَدُّها عدًّا" (فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ") ليس هذا الكلام على معنى الحصر،


(١) راجع: "الفتح" ١١/ ٦١٧ - ٦١٨، "كتاب النكاح" رقم (٥١٩١).
(٢) راجع: "الفتح" ١١/ ٦١٩ رقم (٥١٩١).
(٣) "الفتح" ١١/ ٦١٨.