للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثم ركبت وفي رواية فضيل بن سليمان: "فركب فرسًا له، يقال له: الْجَرَادة، فسألهم أن يناولوه سوطه، فأبوا، فتناوله وفي رواية أبي النضر: "وكنت نسيت سوطي، فقلت لهم: ناولوني سوطي، فقالوا: لا نعينك عليه، فنزلت، فأخذته".

ووقع عند النسائيّ من طريق شعبة، عن عثمان بن موهب، وعند ابن أبي شيبة، من طريق عبد العزيز بن رُفيع، وأخرج مسلم إسنادهما، كلاهما عن أبي قتادة: "فاختَلَسَ من بعضهم سوطًا"، والرواية الأولى أقوى.

ويمكن أن يُجمَع بينهما بأنه رأى في سوط نفسه تقصيرًا، فأخذ سوط غيره، واحتاج إلى اختلاسه؛ لأنه لو طلبه منه اختيارًا لامتنع، قاله في "الفتح" (١).

وقوله: (فَطَعَنْتُهُ، فَأَثْبَتُّهُ) بالمثلثة، ثم الموحدة، ثم المثناة؛ أي: جعلته ثابتًا في مكانه، لا حِرَاك به، وفي رواية أبي حازم: "فشددت على الحمار، فعقرته، ثم جئت به، وقد مات".

وقوله: (فَاسْتَعَنْتُهُمْ، فَأَبَوْا أَنْ يُعِينُونِي) وفي رواية أبي النضر الماضية: "حتى عَقَرته، فأتيت إليهم، فقلت لهم: قوموا، فاحتملوا، فقالوا: لا نمسه، فحملته، حتى جئتهم به".

وقوله: (فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهِ) وفي رواية فضيل، عن أبي حازم: "فأكلوا، فَنَدِموا"، وفي رواية محمد بن جعفر، عن أبي حازم: "فوقعوا يأكلون منه، ثم إنهم شَكُّوا في أكلهم إياه، وهم حُرُمٌ، فرُحْنا، وخبأت العَضُد معي"، وفي رواية مالك، عن أبي النضر: "فأكل منه بعضهم، وأبى بعضهم وفي حديث أبي سعيد: "فجعلوا يشوون منه"، وفي رواية المطلب، عن أبي قتادة، عند سعيد بن منصور: "فظللنا نأكل منه ما شئنا، طَبِيخًا وشِوَاءً، ثم تزوّدنا منه".

وقوله: (وَخَشِينَا أَنْ نُقْتَطَعَ) أي: نصير مقطوعين عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - منفصلين عنه؛ لكونه سبقهم، وكذا قوله بعد هذا: "وخَشُوا أن يُقْتَطُعوا دونك"، وبَيَّن ذلك رواية علي بن المبارك، عن يحيى عند أبي عوانة، بلفظ: "وخَشِينا أن


(١) "الفتح" ٥/ ٨٣.