قال العلماء: العلم معرفة الشيء على حقيقته، وقالوا: العلم ما قام عليه الدليل؛ ولذلك قال تعالى:{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: (٣٦)]. أي: لا تفعل فعلاً، ولا تنطق حرفاً، إلا بعد معرفة حقيقته، وقيام الدليل البين عليه، ولا يعرف العلم الشرعي إلا بضابطه ودليله الشرعي: وهو الكتاب والسنة، وما كان عليه سلف الأمة.
قال ابن القيم:
العلم قال الله قال الرسول ... قال الصحابة هم أولوا العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... بين الرسول وبين قول فلان
ولسنا -ها هنا- بصدد بيان العلم وأهميته وفضله، وإنما هي ذكرى لمن سلك سبيل الإسلام، لكي لا يفقد الدليل، فيضل السبيل.
وهي تحذير لمن يسلك سبيل الإسلام من تعبد أو عمل، أو دعوة أو نصرة للإسلام وقضاياه، بغير علم ولا دليل، سوى عاطفة جياشة، وحماس شديد.
الثاني: العمل.
العمل في الإسلام أشمل من التعبد المقيد، بل هو كل عمل يقوم به العبد مبتغياً به وجه الله على دليل وسنة، والعمل والعبادة المطلقة سواء، فكل عمل مشروع قصد به وجه الله ينقلب عبادة.
وقد عرفت العبادة بأنها: كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
ولذلك كان مجرد التفكير في خلق الله، والنية في عمل الخير عبادة، وعمل أي خير مهما كان لوجه الله عبادة.