١٨٨١ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ, حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ, حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِى زِيَادٍ, عَنْ عِكْرِمَةَ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدِمَ مَكَّةَ وَهُوَ يَشْتَكِى فَطَافَ عَلَى رَاحِلَتِهِ كُلَّمَا أَتَى عَلَى الرُّكْنِ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ, فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ أَنَاخَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ". [حم ١/ ٢١٤]
١٨٨٢ - حدثنا الْقَعْنَبِيُّ، عن مَالِكٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ
===
وَيُرَدُّ ذلك بوجوه، أما أولًا: فلأنه لم يكن إذ ذاك قد حوط المسجد. وأما ثانيًا: فلأنه ليس من لازم الطواف على البعير أن يبول. وأما ثالثًا: فلأنه يطهر منه المسجد، كما أنه - صلى الله عليه وسلم - أقر إدخالَ الصبيان الأطفال المسجدَ، مع أنهم لا يؤمن من بولهم. وأما رابعًا: فلأنه يحتمل أن تكون راحلته عُصمت من التلويث حينئذ، كرامةً له، انتهى.
١٨٨١ - (حدثنا مسدد، نا خالد بن عبد الله، نا يزيد بن أبي زياد، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم مكة وهو يشتكي) أي: وجعان (فطاف على راحلته، كلما أتى على الركن استلم الركن بمحجن، فلما فرغ من طوافه أناخ) أي: راحلته، كما في نسخة (فصلى ركعتين).
قال الشوكاني (١): حديث ابن عباس في إسناده يزيد بن أبي زياد ولا يُحتَج به، وقال البيهقي: في حديث يزيد بن أبي زياد لفظة لم يوافَقْ عليها "وهو يشتكي" (٢)، وقد أنكره الشافعي، وقال: لا أعلمه اشتكى في تلك الحجة، انتهى.
١٨٨٢ - (حدثنا القعنبي، عن مالك، عن محمد بن
(١) "نيل الأوطار" (٣/ ٣٩٩).
(٢) وكذا تكلَّم ابن حجر في "شرح مناسك النووي" على هذا اللفظ. [انظر: (ص ٢٦٣)]. (ش).