للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يأخذون بحقّنا ولا يَعْرفون لنا حقًّا. فهكذا أصبحنا إذ لم تعلم كيف أصبحنا. قال: فَظَننتُ أنّه أراد أن يُسْمِع مَنْ في البيت (١).

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى ابن أبي سَبرة عن سالم مولى أبي جعفر قال: كان هشام بن إسماعيل يؤذى على بن حسين وأهل بيته، يخطب بذلك على المنبر. وينال من عليّ، رحمه الله، فلمّا ولى الوليد بن عبد الملك عزله وأمر به أن يُوقَف للناس، قال فكان يقول: لا والله ما كان أحد من الناس أهمّ إليّ من عليّ بن حسين، كنتُ أقول رجل صالح يُسْمع قوله، فوُقِف للناس. قال فجمع عليّ بن حسين ولده وحامّته ونهاهم عن التعرّض. قال وغدا عليّ بن حسين مارًّا لحاجة فما عَرَض له، قال فناداه هشام بن إسماعيل {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [سورة الأنعام: ١٢٤].

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى ابن أَبِى سَبرة عن عبد الله بن عليّ بن حسين قال: لما عُزل هشام بن إسماعيل نهانا أن ننال منه ما نكره فإذا أبي قد جمعنا فقال: إنّ هذا الرجل قد عُزل وقد أُمر بوقفه للناس، فلا يتعرّضنّ له أحد منكم. فقلت: يا أبَتِ ولِمَ؟ والله إن أثره عندنا لَسَيّئ وما كنّا نطلب إلّا مثل هذا اليوم. قال: يا بُنيّ نَكِلُه إلى الله. فوالله ما عرض له أحد من آل حسين بحرف حتى تصرّم أمره.

قال: أخبرنا وكيع بن الجرّاح والفضل بن دُكين عن إسرائيل عن ثُوير بن أبي فاختة عن أبي جعفر أنّ عليّ بن حسين أوصى أن لا يؤذنوا به أحدًا وأن يُسْرَع به المَشْى وأن يكفَّن في قطن وأن لا يُجْعل في حنوطه مسك.

قال: أخبرنا وكيع بن الجرّاح عن شريك عن عبد الله بن محمد بن عَقيل أنّ أبا جعفر أمر أمّ ولد لعليّ بن حسين حين مات عليّ بن حسين أن تغسل فرجه.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فَرْوة قال: مات عليّ بن حسين بالمدينة ودُفن بالبقيع سنة أربعٍ وتسعين. وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيها (٢).


(١) أورده المزى ج ٢٠ ص ٣٩٩ نقلا عن ابن سعد.
(٢) المزى ج ٢٠ ص ٤٠٤.