محمد بن عَقيل قال: كان عليّ بن حسين عشيّة عَرَفة وغدوة جمع إذا دفع يسيرُ على هَيْنته ويقول: إن كان ابن الزّبير غير مصيبٍ حين ضرب راحلته بيده ورجله. قال: وكان عليّ بن حسين يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء في السفر ويقول: كان رسول الله، - صلى الله عليه وسلم-، يفعل ذلك وهو غير عجل ولا خائف.
أخبرنا الفضل بن دُكَين قال: أخبرنا حفص عن جعفر عن أبيه أنّ عليّ بن حسين كان يمشى إلى الجمار، وكان له منزل بمِنًى، وكان أهل الشأم يؤذونه فتحوّل إلى قُرين الثعالب أو قريب من قُرين الثعالب، وكان يركب فإذا أتَى منزله مشى إلى الجمار.
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا نَصْر بن أوْس قال: جعل عليّ بن حسين يدحس كفّه من التمر فيعطى الكبير والمولود سواء.
أخبرنا عبد الله بن مَسْلَمة بن قَعْنَب وإسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قالا: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الموال عن الحسين بن عليّ قال: دخل علينا أبي عليّ بن الحسين وأنا وجعفر نلعب في حائط فقال أبي لمحمد بن عليّ: كم مرّ على جعفر؟ فقال: سبع سنين، قال: مُروه بالصلاة.
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قال: حدّثنا سهل بن شُعيب النَّهْمى -وكان نازلًا فيهم يؤمّهم- عن أبيه، عن المنهال -يعنى: ابن عمرو- قال: دخلتُ عَلَى عليّ بن حسين فقلت: كيف أصبحت أصلحك الله؟ فقال: ما كنتُ أرى شيخًا من أهل المصر مثلك لا يدرى كيف أصبحنا، فأمّا إذ لم تَدْرِ أو تَعْلَم فسأخْبرُك: أصبحنا في قومنا بمنزلة بنى إسرائيل في آل فرعَوْن إذ كانوا يُذَبّحونَ أبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيونَ نساءَهُمْ، وأصبح شيخنا وسيّدنا يُتقرّب إلى عدوّنا بشتمه أو سبّه على المنابر، وأصبحتْ قريش تَعُدّ أنّ لها الفضل على العرب لأنّ محمدًا، - صلى الله عليه وسلم -، منها لا يُعَدّ لها فضلٌ إلّا به، وأصبحت العربُ مُقرّة لهم بذلك، وأصبحت العرب تَعُدّ أنّ لها الفضل على العجم لأنّ محمدًا، - صلى الله عليه وسلم -، منها لا يُعَدّ لها فضلٌ إلّا به، وأصبحت العَجَمُ مُقِرّةً لهم بذلك. فلئن كانت العرب صدقت أنّ لها الفضل على العجم وصدقت قريش أنّ لها الفضل على العرب لأنّ محمدًا، - صلى الله عليه وسلم -، منها، إنّ لنا أهلَ البيت الفضل على قريش لأنّ محمدًا، - صلى الله عليه وسلم -، منّا، فأصبحوا