للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فإنى لا عِرضًا خَرَقْتُ وَلَا دمًا … هَرَقْتُ فَفَكِّر عالِمَ الحقِّ واقصِدِ (١)

* * *

١١٣١ - وأخوه سَارِيَة بن زُنَيْم

ابن عمرو بن عبد الله كان خليعًا، في الجاهلية وكان أشد الناس حُضْرًا (٢) على رِجْلَيه: ثم أسلم فحسن إسلامه.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه وأبو سليمان عن يعقوب بن زيد قالا: خرج عمر بن الخطاب يوم الجمعة إلى الصلاة فصعد المنبر ثم صاح: يا سارية بن زُنَيْم الجبل، يا سارية بن زنيم الجبل، ظلم من استرعى الذئب الغنم. قال ثم خَطَبَ حتى فرغ، فجاء كتاب سَارِية بن زُنَيْم إِلى عُمر بن الخطاب أن الله فتح علينا يوم الجمعة لساعة كذا وكذا لتلك الساعة التي خرج فيها عُمر فتكلم على المنبر. قال سارية: وسمعتُ صوتًا، يا سارية بن زنيم الجبل، يا سارية بن زنيم الجبل ظلم مَن استرعى الذئب الغنم. فعلوتُ بأصحابي الجبل ونحن قبل ذلك في بطن وادٍ ونحن مُحَاصِرُو العَدُو ففتح علينا، فقيل لعمر بن الخطاب: ما ذلك الكلام؟ فقال: والله ما أَلْقَيْتُ لهُ بالًا، شئٌ أتى على لسانى (٣).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني نافع بن أبي نعيم عن نافع مولى ابن عمر: أن عمر بن الخطاب قال على المنبر: يا سارية بن زُنَيْم الجبل، فَلَمْ يَدْرِ الناسُ أَيّ شئ يقول حتى قدم سارية المدينة عَلَى عمر فقال: يا أمير المؤمنين كنّا مُحَاصرِى العدو فكنا نقيم الأيام لا يخرج علينا منهم أحدٌ، نحن في خفضٍ من الأرض وهم في حصنٍ عالٍ، فسمعتُ صائحًا ينادى بكذا وكذا يا سارية بن زُنَيم الجبل - قال: فعلوت بأصحابي الجبل، فما كانت إلا ساعة حتى فتح الله علينا (٤).


(١) الخبر مع الأبيات في مغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٨٨ - ٧٩١، وأورد ابن هشام هذه الأبيات كذلك ٤ ص ٤٢٤.
١١٣١ - من مصادر ترجمته: الإصابة ج ٣ ص ٤، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج ٩ ص ١٨٢.
(٢) في النهاية لابن الأثير (حضر) الحُضْر بالضم: العَدْوُ.
(٣) ذكر ابن حزم في الجمهرة ص ١٨٤ عندما ساق نسب سارية: وهو الذي يذكر قَوْمٌ أن عمر ناداه، وهو بعيد، وهذا لَا يَصِحّ. وانظر الخبر في مختصر ابن منظور ج ٩ ص ١٨٤.
(٤) انظره لدى ابن الأثير في أسد الغابة ج ٢ ص ٣٠٦.