والغرام: الملازم، ومنه جاء تسمية الغريم، ويقول المحْكَم:{فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} الآية [الفرقان: ٧٧]، فلم يبق لهذا الاحتمال أيضًا نصيبٌ من الاعتبار.
قال شيخنا: فلم يبق إلّا الاحتمال السادس، وهو أنَّها أبديَّةٌ وعذابها لا ينقطع، وقد جاء ذلك مبينًا في كتاب الله العزيز في خمسين موضعًا منه.
فسَرَدَها لهم مرتبةَ بحسب ترتيب مصحفِ عثمانَ - رضي الله عنه -، وكأنها جاءت مسرودةً في صفحة واحدة.
وعند ذلك قال سماحة الشَّيخ محمَد بن إبراهيم مفتي الدِّيار السعودية، قال: آمَنَّا بالله وصدَّقنا بما جاءَ في كتاب الله.
فقال شيخنا عليه رحمة الله: وعلينا أنْ نجيب عن أدلة ابن القَيِّم، وإلا تركنا المسلمين في حيرة، ولنجيبن عليها بالكتاب تلاوةً لا تأويلًا، فنقول:
أما آية النبأ، فلا دليل فيها لِمَا يريد الاستدلال بها عليه؛ إذْ غاية ما تفيده آية النبأ هذه، هو: أن أهل النار يمكثون أحقابًا من الزمن في نوع من العذاب هو الحميم والغَسَّاق، ثم ينتقلون منه إلى آخر بدليل