كلُّ ذلك البحث والشَّيخ عبد الرحمن ينتظر على مائدة الإفطار! فقال لشيخنا:"أليس يا شيخ بإمكاننا أنْ نقول: الإنسان حيوان يأكل"، فضحك الجميع والتحقوا به -رحمه الله- ما ألطفَ نكتته هذه!!
ولقد أقبل المسؤولون على فضيلة الشيخ محمَّد الأمين بغاية التَّقدير والاحترام، وكان هناك مصريٌّ حَضَري أزهري من أصحاب الشهادات المبروزة، وكان قبل قدوم الشيخ يُعتبر كأنه كبيرُ المدرسين ولما رأى حفاوة المشايخ بفضيلة الشَّيخ دونه لعل ذلك أخذ بخاطره -ولا أظن إلا خيرًا-، فصار يتحين الفرص له.
أخبرني شيخي عليه رحمةُ اللَّه، قال: عندما كنتُ خارجًا من فصلٍ كنتُ فيه في درس تفسير، ودخلتُ غرفة استراحة المدرِّسين، وكان الشيخان: سماحة الشيخ محمَّد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ وأخوه الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم، كانا موجودَينْ في غرفة استراحة المدرسين، الأول مفتي الدَّيار السعودية، والثاني المدير العام للمعاهد والكليات، فعندما دخلتُ غرفة الاستراحة، إذا ذلك المصري يقول: يا شنقيطي سمعتك تُقرِّر في الدَّرس أنَّ النَارَ أبدية، وعذابها لا ينقطع؟ قلتُ: نعم.