فقلتُ: أأنتَ أعلمُ به أم هو؟ هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثَبَتَ عنه أنَّهُ قال:"من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها, لا أقول ألم حرف، ولكن: ألفٌ حرفٌ، ولام حرفٌ، وميمٌ حرفٌ"(١) وتقول أنت ليس فيه حرف؟
فتكلَّم كلمة تدلُّ على التَّضجُّر بدارجته المحليَّة وسكتَ، ثم بعد هنيهة سألني قائلًا: ما تقولُ في القرآن؟
فقلتُ: ألم أجبك؟
فقال: ما عن ذلك أسأل، إنما سؤالي عن هذا المتْلُوِّ.
فقلتُ: الذي أدين الله به أنَّ هذا القرآن المتلوَّ بأفواهنا وألسنتنا، المحفوظ في صدورنا، المرقوم في مصاحفنا هو الذي نزل به جبريل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وبَلَّغهُ رسول الله عن الله أنَّه: كلامُ الله، تكلَّمَ به كما أُنزل علينا، ويَسَّرَه الله للذكر؛ فلو لم يُيِّسرهُ الله للذكر ما استطاع أحدٌ أنْ يتكلَّمَ به:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}[القمر: ١٧].
فقالَ لِلمرَّةِ الثَّالثة في مَجْلسٍ واحدٍ!: أنت كافرٌ، إن كلامَ الله