قلتُ: كلامُ الله، منزلٌ غيرُ مخلوقٍ، منه بدأ وإليه يعود.
قال: ما عن هذا أسألك، هل تعتقد أنَّ في القرآن حرفًا؟
قلتُ: نعم، الذي أدينُ الله به أنَّ هذا القرآنَ فيه توحيدٌ، وقصصٌ، وأحكامٌ، ومواعِظُ وعبرٌ، وفيه إنشاءٌ وخَبَرٌ، وجملٌ وكلماتٌ تتألَّفُ من حروف.
فقالَ: أنت كافرٌ، وصفتَ كلامَ الله بما لازمُهُ البَكَم، والبَكَمُ مستحيلٌ على الله؛ لأنَّ الكلمة التي تتألَّف من حروف لا يُستطاع النُّطقُ بالحرف الثَّاني منها مثلًا.
قبل النُّطق بالأوَّل، وهذا عجزٌ وهو مستحيلٌ على الله.
فقُلتُ: بالنسبةِ للمخلوقِ فإنَّ قولكَ صادقٌ، وأمَّا القادر على كلِّ شيء، فهو يتكلَّم كيفَ شاء لا يعجزه شيء، ثم قلتُ: مَنْ جاءنا بالقرآن؟