على الرَّغم من أنهم سواسيةٌ في النَّسَب؛ وذلك لأن يعقوب اعتنى بتربية إبراهيم، وبتعليمه دون إخوته، ومعلومٌ الآن ما بين أولاد إبراهيم وأولاد يعقوب من الرَّوابط الوثيقة.
وإني أمُتُّ إلى فضيلة الشَّيخ أيضًا بخؤولةٍ أتشرَّف بها، ذلك أن جدي أعني جدَّ والدتي محمد محمود بن سيدي إبراهيم أُمُّه أُمُّ المؤمنين بنت السّيد من نفس الفصيلة اليعقوبية التي منها آلُ أحمد نوح رهطُ فضيلة الشيخ، وقد أفادني فضيلتُهُ -عليه رحمة الله- ذلك لما سألته، فهذه علاقتي النسبيَّة به، يجمعنا جاكان بن علي الَّذي يرجع نسبه -فيما يظهر- إلى غالب بن فهر من قريش الظواهر.
وقد شاع في القُطْرِ الموريتاني أنَّ بني جاكان قبيلةٌ حِمْيَريَّة، وقد لا يكون مخطئًا كلَّ الخطأ من نَسَبَ هذه القبيلة إلى حِمْيَر؛ لأنها كانت من ضمن قبائل الدولة اللمتونية الحميرية.
وفعلًا قد كان جدُّنا جاكان بن علي أحد ملوك هذه الدولة الصحراوية، ذلك أنهم بايعوا له -فيما يظهر- بناء على أن المذهب المالكىِ الَّذي تعتنقه هذه الدولة المغربية يوجب أن لا تكون الإمامة الكبرى إلا لقرشيِّ.