وَقَمَرًا مُنِيرًا} [الفرقان: ٦١] , إلى غير ذلك من الآيات التي يدلُّ ظاهرها على أن القمر في السَّماء بمعنى (في) المتبادر منها.
وإذا كان ذلك كذلك؛ فإن الله تعالى يقول في كتابه العزيز:{وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا} الآية، وقال تعالى {وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ} الآية [الصافات: ٧] , ومعلوم أن من الإنس شياطين كما تكون من الجن، يتحصَّل منه أنَّ الواجب علينا حَمْلُ الوحي على الظاهر المتبادر منه، وهو أن القمر في السَّماء، وأن السَّماء محفوظة بحفظِ الله من أَنْ يصلها أيُّ شيطان كائنًا ما يكون إنسًا أم جِنًّا.
فإذا ثبَتَ -بما يثبت شرعًا- أنَّ هؤلاء وصلوا القَمَرَ فعلًا بوسائلهم الخاصَّة؛ قلنا: إنَّنا لم نفهَمْ ما يقوله القرآن على حقيقته!، فإنَّ أخباره صدق كلَّها، {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} الآية [الأنعام: ١١٥] , هكذا يكون البحث الذي ينبغي في ذلك.
ثُمَّ قال: على أَنِّي اسْتَنْبَطْتُ من آيةٍ -من سورة ص- أَنَّ هؤلاء سوف يعترفون بعجزهم عن الوصول إليه.
وهو استنباطٌ لم يسبقني أحدٌ إليه، بل أكثر أهل التَّفسير على أنَّ المقصود به جُنْدُ الله يوم بدر، وهزيمته لأعداء الله تعالى.