وهذا العلاج الذي أشرنا إليه أنَّه علاجٌ للحصار العسكري، أشار تعالى في سورة المنافقون إلى أنَّه أَيضًا علاجٌ للحصار الاقتصادي، وذلك في قوله تعالى:{هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا}[المنافقون: ٧] , وهذا الذي أراد المنافقون أنْ يفعلوه بالمسلمين هو عين الحصار الاقتصادي، وقد أشار الله تعالى إلى أنَّ علاجه قُوَّة الإيمان به، وصِدْق التَّوجُّه إليه جَلَّ وعَلا بقوله:{وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ}[المنافقون: ٧]؛ لأن مَن بيده خزائن السَّماوات والأرض لا يُضيِّع ملتجئًا إليه مطيعًا له {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: ٢ - ٣] , وبَيَّنَ ذلك أَيضًا بقوله:{وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ}[التوبة: ٢٨].
وأمَّا المسألة العاشرة: التي هي مشكلة اختلاف القلوب؛ فقد بَيَّن الله تعالى في سورة الحشر أَنَّ سببها عدم العقل بقوله:{تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى}[الحشر: ١٤] , ثم بين السبب بقوله {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ}[الحشر: ١٤]