الضعيفة المتمسكة به تغلبُ الكثيرة القويَّة الكافرة {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}[البقرة: ٢٤٩] , ولذلك سَمَّى اللهُ تعالى يوم بدر آيةَ وبَيِّنَةً وفرقانًا؛ لدلالته على صحَّة دين الإِسلام، قال:{قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ} الآية [آل عمران: ١٣] , وذلك يوم بدر، وقال تعالى:{إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ} الآية [الأنفال: ٤١] , وذلك يوم بدر، وقال تعالى:{لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ} الآية [الأنفال: ٤٢] , وذلك يوم بدر على ما حَقَّقَهُ بعضهم.
ولا شك أنَّ غلبة الفئة القليلة الضَّعيفة المؤمنة للكثيرة القويَّة الكافرة دليلٌ على أنَّها على الحقِّ، وأنَّ الله هو الذي قد نصرها كما قال في وقعة بدر:{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ}[آل عمران: ١٢٣] , وقال:{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} الآية [الأنفال: ١٢] , والمؤمنون الذين وعدهم الله بالنصر، وبيَّنَ الله تعالى صفاتهم وميَّزَهم بها عن غيرهم قال:{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحج: ٤٠] , ثم مَيَّزهم عن غيرهم بصفاتهم بقوله: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا