المسلمين، وسيوبِّخ الله تعالى يوم القيامة مرتكبه بقوله: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٠) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} [يس: ٦٠ - ٦١] , وقال تعالى عن خليله:{يَاأَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ}[مريم: ٤٤]؛ أي: في اتِّباعه في تشريع الكفر والمعاصي، وقال تعالى:{إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا}[النساء: ١١٧]؛ أي: ما يعبدون إلَّا شيطانًا، وذلك باتباعهم تشريعه، وقال تعالى:{وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ} الآية [الأنعام: ١٣٧] , فسَمَّاهم شركاء لطاعتهم لهم في معصية الله بقتل الأولاد.
ولما سأل عديّ بن حاتم - رضي الله عنه - النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن قوله تعالى:{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا}[التوبة: ٣١] , أجابه النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بأن معنى اتِّخاذهم إياهم أربابًا هو اتِّباعهم لهم في تحريم ما أحلَّ الله، وتحليل ما حَرَّمه، وهذا أمرٌ لا نزاع فيه.