للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: التوكيل نرى أنه بالوقت الحاضر الإنسان الذي لا بد أن يرمي في الزحام، فالمرأة توكل، ومن شاهد الواقع لا يستريب في جواز التوكيل، ولولا أن الصحابة توكلوا عن صغارهم ونسائهم لولا هذا لقلنا: إنه يسقط بالعجز عنه كسائر الواجبات، وكما قال به بعض المتأخرين؛ لأنه مع العجز عنه أو خوف التلف يسقط، لكن الصواب أنه لا يسقط ما دام جرى التوكيل أو الوكالة من الصحابة، فهم خير من يُقتدى بهم.

وأما تساهل الإنسان في التوكيل فغلط؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يرخص للضعفاء أن يوكلوا بل أمرهم أن يتقدموا في الدفع من مزدلفة ليرموا قبل الزحام (٢٤)، وأيضًا لم يأذن للرعاة أن يوكلوا، ويقول: وكلوا من تريدون وتبقون في مرعاكم.

طالب: لو مرض في اليوم الأول أو الثاني وهو يرجو البرء هل يوكل أم ينتظر؟

الشيخ: لا، ينتظر من مرض في أول أيام التشريق وهو يرجو أن يبرأ كزكام يسير وما أشبه ذلك فالأفضل أن ينتظر ويرمي الجمرات بعد ذلك.

طالب: يا شيخ، بارك الله فيك، بالنسبة لمن له عذر في تأخير رمي الجمار إلى آخر يوم الدليل -بارك الله فيك- هو رخصة النبي صلى الله عليه وسلم للرعاة أن يرموا يومًا ويؤخروا يومًا، لكن يا شيخ -بارك الله فيك- الدليل أليس هو أخص من المدلول؛ لأنهم يرمون يومًا ويتركون يومًا، لكن إحنا قلنا: إنه يرمي آخر يوم، النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يرموا يومًا ..

الشيخ: نعم، هذا يكون أصلًا في جواز التأخير، وإذا كان الإنسان يتكلف أن يأتي في اليوم الثاني عشر ثم يأتي في الثالث عشر قد يتكلف.

طالب: عفا الله عنك يا شيخ، من شك في جواز التوكيل في الرمي يا شيخ، كيف نجيز التوكيل في الحج كله من أوله إلى آخره ونمنع الضعيف اللي ما يستطيع؟

الشيخ: هل يجوز أن يتوكل الإنسان في الحج كله؟

طالب: إي نعم.

الشيخ: ويش الدليل؟

طالب: الدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال للمرأة لما سألت وقالت: إن أبي لا يستطيع (٢٥) ..

<<  <  ج: ص:  >  >>