الشيخ: العموم، أي: فمن لم يجد الهدي، أو لم يجد ثمنه، {فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ}[البقرة: ١٩٦].
إذا قال قائل: الآية ظاهرة في أن مَن تمتع بالعمرة إلى الحج فعليه الهدي، فما بالنا نقول: دمُ متعةٍ وقِرَان؟
نقول: أما بالنسبة لدم المتعة فهو بالقرآن كما سمعتم، بالنسبة للقِرَان بالقياس على التمتع، وقيل: بل هو تمتع شرعًا، ولننظر، الآية الكريمة:{فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ}.
إذن هناك فاصل بين العمرة والحج يحصل به التمتع، التمتع بماذا؟ بما أحل الله للإنسان لولا الإحرام، بمعنى أن الإنسان إذا حل من عمرته حلَّت له جميع محظورات الإحرام، فتمتع بهذا، وهذا واضح أنه يلزمه الهدي شكرًا لله عز وجل على هذا التمتع.
ولنضرب لك -مثلًا- برجل أحرم في خمسة عشر من ذي القعدة، أحرم بالحج، سيبقى مُحْرِمًا إلى؟ إلى يوم العيد، خمسة وعشرين يومًا، فإذا أحرم متمتعًا وحَلَّ من العمرة في أول يوم يقدم مكة كم يبقى متمتعًا؟
طالب: أربعة وعشرين يومًا.
طالب آخر: اثنين وعشرين يومًا.
الشيخ: اثنين وعشرين؛ لأنه سوف يبقى حِلًّا إلى اليوم الثامن من ذي الحجة، أفهمتم؟ وهذا واضح أنها نعمة وتيسير تستحق شكر الله عز وجل على هذا، وذلك بوجوب الهدي.
القارِن ليس كالمتمتع في الواقع؛ لأن القارِن سيبقى على إحرامه من حين أَحْرَم إلى يوم العيد، فلو أحرم القارن في خمسة عشر ذي القعدة بقي إلى يوم العيد مُحْرِمًا، أين التمتع؟ ما تمتع في الواقع، لكن قاسوه على المتمتع بأنه حصل له نُسُكَان في سفر واحد، فالتمتع هنا لسقوط أحد السَّفَرَيْن عنه مع حصول النُّسُكَيْن جميعًا.