الشيخ:{فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ}، توافقون على هذا؟
طلبة: نعم.
الشيخ: الحمد لله.
بقي علينا الجماع قبل التحلل الأول في الحج، هذا صح عن الصحابة أنهم قضوا فيه ببدنة فنتبعهم.
نبدأ بالدرس الجديد الآن، يقول رحمه الله تعالى:(وأما دمُ متعةٍ وقِرَان فيجب الهدي، فإن عدمه فصيام).
إذن الهدي في دم المتعة والقِرَان على الترتيب: هَدْي، فإن لم يجد فصيام، الهدي يجب أن تعلموا أن كل دم مشروع فلا بد أن يكون من بهيمة الأنعام، وأن يبلغ السن المعتبر شرعًا، وأن يكون خاليًا من العيوب المانعة من الإجزاء، كل دم مشروع، عرفتم؟
إذن فقوله تعالى:{مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}[البقرة: ١٩٦] ليس باعتبار سن الهدي، بمعنى أنه إن تَيَّسَر لك شيء ثَنِيٌّ فاذبحه، وإن تَيَسَّر رضيع فاذبحه، لا، ما استيسر من حيث ملك الثمن، ووجود الهدي؛ لأن كل شيء مشروع من الذبائح فلا بد أن يكون مشتملًا على ثلاثة شروط، وهي: أن يكون من بهيمة الأنعام، وأن يبلغ السن، وأن يكون خاليًا من موانع الإجزاء.
إذن يقول:(يجب الهدي، فإن عدمه)، قوله:(فإن عدمه) يعني: عدم الهدي، والمراد: عَدِمَهُ أو عَدِم ثَمَنَه؛ لأنه قد يكون الهدي موجودًا وليس عنده دراهم، وقد يكون عنده دراهم ولا يوجد هَدْي، لنفرض أن رجلًا عنده ملايين الدراهم لكن لم يوجد في مكة هَدْي، وهذا وإن كان بعيدًا لكن قد يكون، فهل نقول: إن هذا كعادم النقود؟
الجواب: نعم، وانظر إلى الآية الكريمة كما سنقرره، يقول:{فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ}[البقرة: ١٩٦]، دليل ذلك قول الله تعالى:{فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ}، حذف المفعول به، لم يقل سبحانه وتعالى: فمن لم يجد هديًا، ولم يقل: فمن لم يجد ثمن الهدي، من أجل؟