للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذن دليل جواز طلاق المرأة الحائض قبل الاغتسال حديث ابن عمر: «مُرْهُ فَلْيُطَلِّقْهَا طَاهِرًا أَوْ حَامِلًا».

لو قال قائل: الجماع، ما تقولون فيه، هل يجوز؟

قد نقول: نعم، كما أن المرأة إذا كان عليها جنابة جاز أن تجامَع، هذه أيضًا كذلك، نقول: لا، هذا قياس في مقابلة النص.

النص: قال الله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ} [البقرة: ٢٢٢]، لو قال قائل: المراد بقوله: {تَطَهَّرْنَ} أي: غَسَلْنَ أثر الدم، فتغسل أثر الدم، وتبقى كذات الجنابة.

قلنا: هذا قال به بعض العلماء كابن حزم، المراد إذا {تَطَهَّرْنَ} أي: تَنَظَّفْنَ من أثر الحيض، فغسلت المرأة فرجها وتنظفت حَلَّ وطؤها.

ولكننا نقول: إن التطهر هو التطهر من الحدَث، وهذا لا يكون إلا بالاغتسال.

دليلنا قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [المائدة: ٦]، وقال تعالى: {وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ}، وعليه فيكون معنى قوله: {إِذَا تَطَهَّرْنَ} أي: اغْتَسَلْنَ، {فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ} [البقرة: ٢٢٢].

الطلاق في حال الحيض يحرُم، وإذا طهُرت ولم تغتسل جاز لزوجها أن يطلِّقها.

***

ثم قال المؤلف في بيان الدم الذي يكون حيضًا: (والْمُبْتَدَأَة تجلس أَقَلَّه)، بدأ الآن -رحمه الله- يبين الدماء التي تكون حيضًا، والتي لا تكون حيضًا.

فقال (الْمُبْتَدَأَة)، وأيش معنى المبتدأة؟ التي ترى الحيض لأول مرة، ماذا تصنع؟ امرأة صغيرة بدأت تحيض، أو كبيرة لم يأتها الحيض من الأصل، ثم بدأت تحيض، ماذا تصنع؟

يقول: (تجلس أَقَلَّه)، ما أَقَلّه؟

طلبة: يوم وليلة.

الشيخ: يوم وليلة.

فتجلس أقله يومًا وليلة، ومعنى تجلس، أي: تدع الصيام والصلاة، وما لا يُفْعَل مع الحيض، تدع كل شيء لا يُفْعَل في حال الحيض يومًا وليلة، ثم تغتسل وتصلي.

بعد أن يمضي عليها أربع وعشرون ساعة تغتسل وتصلي، ولو كان الحيض يمشي، لماذا؟

<<  <  ج: ص:  >  >>