الشيخ: إذا قام إي نعم. ورأيت بعض الناس يرفع يديه وهو جالس قبل أن ينهض، ولا شك أن هذا خطأ في الفهم لأن لفظ الحديث: حين يقوم (١٦) وفي بعضها: إذا قام (١٧)، أما وهو جالس لو كان لفظ الحديث حين ينهض لكان فيه احتمال أنه يرفع يديه وهو جالس، أما إذا قام أو حين يقوم فهي واضحة أنه لا يكون الرفع إلا من القيام بعد استتمامه قائمًا.
ولذلك أنا أحث إخواننا طلبة العلم، ولا سيما الذين يعني يحبون أن يتمسكوا بالأحاديث، أن يتأملوا الحديث قبل أن يحكموا به؛ لأن أكثر ما يخطئ الناس مثلما قال الإمام أحمد: إما في الفهم الفاسد، أو في القياس الباطل، هذا أكثر ما يكون؛ إما فهم فاسد وإلا قياس باطل، فلا بد من أن طالب العلم إما أن يقلد من يثق به من أهل العلم الذين سبقوه في العلم، وإما أن يتحقق المسألة، ما هو بمجرد ما ينقدح في ذهنه الشيء يعمل به، إذن وأيش الفائدة من التدريس؟ وأيش الفائدة من الجلوس عند العلماء؟ استقل بنفسك وخابط ولابط ( ... ) ما هو بصحيح، لا بد للإنسان أن يكون عنده فهم، وإذا رأى الناس على خلاف ما فهِم فلا يتهم الناس برأيه، بل يتهم رأيه بالناس ويسأل: أنا فهمت من الحديث كذا، والناس يعملون كذا، ليش؟ من أجل أن يبين له الصواب، فهذا ما أرجو لإخواني طلبة العلم أن يلاحظوا هذه المسألة، وليعلموا أن الإنسان مهما كبر علمه أو اتسع علمه في الحديث فلا يعني أن ما يقوله في فقه الحديث يكون صوابًا، كثير من علماء الحديث اللي عندهم يعني علم برزوا به على غيرهم يكون لهم خطأ كبير في الفقهيات، فعلم الحديث شيء وعلم الفقه شيء آخر، لذلك وجب التنبيه.
طالب: أحسن الله إليك، الذين يأخذون بالرفع في التشهد الأول للقيام يستدلون بدليل صححه بعض المعاصرين.
الشيخ: وهو.
الطالب: ما أستحضر الدليل، ولكن يثبت بعض المعاصرين هذا الدليل ويصححه.