للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيخ: أبدًا ما ينسى، يمكن يسمي عشرين مرة؛ فلذلك هذا أحفظ، وما قول هؤلاء في مثل هذا الأمر: إنه إفساد للمال إلا كقول من يقول: إنكم إذا قتلتم القاتل عمدًا فقد زدتم الطين بَلّة أو بِلَّة، وقتلتم شخصين بدلًا من قتل شخص واحد، وإذا قطعتم يد السارق أصبح نصف الشعب أشل مقطوعًا هل هذا صحيح؟

طالب: لا، ليس صحيحًا.

الشيخ: لأننا إذا قتلنا القاتل صحيح أننا قتلنا نفسًا أخرى، لكن كم أحيينا من نفس؟

طلبة: آلاف.

الشيخ: آلاف؛ {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} [البقرة: ١٧٩] وإذا قطعنا يد السارق كم حفظنا من أموال الناس؟

طالب: الملايين.

الشيخ: الملايين، بينما لو لم نقطع السارق وجدنا سارقًا آخر، وفي الحارة الثانية سارقًا آخر، وهكذا.

طالب: وحفظنا الأيدي.

الشيخ: وحفظنا الأيدي؛ فلذلك نقول: هذا التحقيق ليس بصحيح، وإحنا علينا أن نطبق ما دل عليه الشرع، ونعلم علم اليقين أن تطبيق ما دل عليه الشرع هو المصلحة، وإن كان في ظاهر الأمر قد يكون فيه مفسدة، لكن فيه مصلحة.

رجل أصيب بذات الجنب، وقيل: إن الكي بالنار ينفع من ذات الجنب، فذهبنا وكويناه من ذات الجنب حقيقة أننا آلمناه، ولكننا حفظنا عليه حياته، أليس كذلك؟

طالب: بلى.

الشيخ: فكل شيء في الغالب، كل شيء في الدنيا الغالب أنه لا بد أن يكون كل مصلحة أمامها مفسدة أو هي ملحوقة بمفسدة؛ يعني إما مسبوقة أو ملحوقة.

هذا الغالب في الدنيا؛ لأن الدنيا اسم أو وصف من الدنو ما يمكن يكون فيها شيئًا كاملًا.

وأنت لو نظرت إلى الأحداث وإلى أحوال بدنك؛ أحوال بدنك اليوم يمكن بالليل يعني بالأمس تكون من الليل نشيطًا، في اليوم الثاني تقوم كسلان، ولا رأسك يوجعك، ولا مفاصلك توجعك، ولا ما أشبه ذلك.

في هذا اليوم أهلك يسرونك إذا دخلت والأولاد ملتزمون، لكن في اليوم الثاني تجد تعب هذا شيء مثلما قال الشاعر:

فَيَوْمٌ عَلَيْنَا وَيَوْمٌ لَنَا

<<  <  ج: ص:  >  >>