للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فلم يجعل لها كما لو رؤي آخر النهار.

والهلال يختلف بالكبر والصغر، والعلو والانخفاض، وقربه من الشمس، اختلافًا شديدًا لا ينضبط، فيجب طرحه، والعمل بما عول الشرع عليه. وروى البخاري في "تاريخه": "من أشراط الساعة أن يروا الهلال، يقولون: ابن ليلتين" (١) (وإن صار) من ليس أهلًا لوجوب الصيام عليه (أهلًا لوجوبه في أثنائه) أي ذلك اليوم، كأن أسلم كافر في أثناء نهار، أو عقل مجنون، أو بلغ صغير (أو قدم مسافر مفطرًا، أو طهرت حائض أمسكوا) عن مفسدات الصوم لحرمة الوقت، (وقضوا) ذلك اليوم، لأنهم لم يصوموه.

وكذا إن تعمد مقيم، أو طاهر الفطر، فسافر المقيم، أو حاضت الطاهر، بعد فطرهما، لزمهما إمساك ذلك اليوم بعد السفر، والحيض، نصًّا (٢)، عقوبة، والقضاء.

وإن علم مسافر أنه يقدم غدًا بلدًا قصده، لزمه الصوم، نصًّا (٣)، كمن نذر صوم يوم يقدم فلان، وعلم يوم قدومه، فينويه من الليل.

(ومن) عجز عن الصوم و (أفطر لكبر) كشيخ هرم، وعجوز، يجهدهما الصوم، ويشق عليهما مشقة شديدة (أو) أفطر لـ (مرضٍ لا يُرجى برؤه، أطعم لكل يوم مسكينًا) مُدَّ بُرٍّ أو نصف صاع من غيره، لقول ابن عباس


(١) "التاريخ الكبير" (٤/ ٣٤٥) عن طلحة بن أبي حدرد. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (٢/ ٤١) عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة، وأن يرى الهلال لليلة، فيقال لليلتين. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٣/ ١٤٦): وفيه عبد الرحمن بن الأزرق الأنطاكي، ولم أجد من ترجمه.
ينظر: "السنن الواردة في الفتن" لأبي عمرو الداني (٤/ ٧٩١، ٧٩٥) و"المقاصد الحسنة" (ص ٤٣٢) بلفظ: "من علامة الساعة انتفاح الأهلة. . ".
(٢) "الفروع" (٣/ ٢٣).
(٣) "الفروع" (٣/ ٢٤).