للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

جه: كتاب الزهد: باب صفة الجنة (٢/ ١٤٤٨).

شرح غريبه:

أوسط الجنة: الأعدل والأفضل، فعطف الأعلى عليه للتاكيد أو أراد بأحدهما العلو الحسي وبالآخر العلو المعنوي، أو أن المراد بالأوسط السعة، وبالأعلى الفوقية (الفتح ٦/ ١٣). الظاهر أن الفردوس هو وسط الجنة، وهو أعلاها على ظاهر النص يعني أن الجنان الأخرى عن جوانبه ومن تحته وهوأعلاها وليس فوقه إلا العرش (شرح التوحيد ١/ ٤٠٦).

الفردوس: البستان الذي فيه الكرم والأشجار، والجمع فرادس، ومنه جنة الفردوس (النهاية/فردوس /٣/ ٤٢٧) (لسان العرب/فردوس/٦/ ٣٧٥). الفردوس اسم يطلق على جميع الجنة، يطلق على أعلاها وأفضلها كانه أحق بهذا الاسم من غيره من الجنات (شرح التوحيد ١/ ٤٠٥)

الفوائد:

(١) الحق هو الذي أخبر الله بوقوعه فإنه لايخلف الميعاد، وهو الذي أوجبه على نفسه بحكمته وفضله ورحمته سبحانه (مجموع الفتاوى ١/ ٢١٣ ـ ٢١٨). ولا يلزم من كونه حقاً واجباً، أن يكون له آمر وناهٍ بل هو سبحانه أوجبه على نفسه (شرح التوحيد ١/ ٤٠٠).

(٢) أن كل عمل مشروط لصحتة أن يكون العامل مؤمناً بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ويستتبع ذلك الإيمان بالملائكة والكتب وباليوم الآخر والقدر خيره وشره (شرح التوحيد ١/ ٣٩٨).

(٣) فيه تأنيس لمن حرم الجهاد، وأنه ليس محروماً من الأجر، بل له من الإيمان والتزام الفرائض ما يوصله إلى الجنة وإن قصرعن درجة المجاهدين.

(٤) فيه فضيلة ظاهرة للمجاهدين وقد اتفق العلماء على أن الجهاد أفضل التطوعات وفيه خير الدنيا والآخرة (مجموع الفتاوى ٢٨/ ٤١٧، ٤١٨) وأن الله أعد للمجاهدين مائة درجة في الجنة، ودرجة المجاهد قد ينالها غير المجاهد إما بالنية الخالصة أو بما يوازيه من الأعمال الصالحة؛ لأن الرسول

صلى الله عليه وسلم أمر الجميع بالدعاء بالفردوس بعد أن أعلمهم أنه أعد للمجاهدين ما أعد (الفتح ٦/ ١٢، ١٣).

(٥) عظم الجنة وعظم الفردوس منها، والأمر بالدعاء بالفردوس (الفتح ٦/ ١٣).

(٦) الإيمان بأن الله خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق، ثم استوى عليه كيف شاء. فخالقنا سبحانه فوق عرشه الذي هو فوق جنته (التوحيد لابن خزيمة ١/ ٢٤١).

١٣٨ - (٥٧) ثبت فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما تصدق أحد بصدقة من طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، إلا أخذها الرحمن بيمينه ـ وإن كانت تمرة ـ فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فَلُوَّه أو فصيله} رواه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه. وفي لفظ: {لا يتصدق أحد بتمرة من كسب طيب إلا أخذها الله بيمينه فيربيها كما يربي أحدكم فَلوّه أو قلوصه حتى تكون مثل الجبل أو أعظم}، وفي رواية {من الكسب الطيب فيضعها في حقها}، وفي رواية أخرى {موضعها} رواه مسلم بهذه الألفاظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>