(٣) اشتمال هذا الذكر العظيم على التوجه إلى الله تعالى بأنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الإلهية بقوله: ... لاإله إلا الله، والربوبية بذكر ربوبيته سبحانه، والأسماء والصفات بالتوسل باسمين كريمين: العظيم الحليم، أو العليم الحليم، ثم بأنه رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم وهذا من أعظم الوسائل إلى الله تعالى بإخلاص العبادة والتوجه إليه بصدق ورغبة ورهبة (شرح التوحيد ١/ ٤٢٠ - ٤٢٢).
(٤) أن من مناسبات ذكر اسم الحليم أن كرب المؤمن غالباً إنما هو على نوع تقصير في الطاعات، أو غفلة في الحالات وهذا يشعر برجاء العفو المقلل للحزن، وذكر الرب لكونه مناسباً لكشف الكرب الذي هو مقتضى التربية (العمدة ٢٢/ ٣٠٣)(شرح الكرماني ٢٢/ ١٤٩).
(٥) ذكر ربوبيته تعالى للعرش مع وصفه بأنه عظيم وكريم تفيد تخصيصاً له عن غيره من السموات والأرض؛ لأنه سبحانه قد خصه بقربه واستوائه تعالى عليه (شرح التوحيد ١/ ٤٢٢)، وقد أجمع أهل السنة والجماعة على أن لله عرشاً وأنه مستوٍ على عرشه، وعلى إثبات علمه وقدرته وتدبيره لكل ماخلقه (مجموع الفتاوى ٥/ ٥١٩).
١٠٦ - حديث عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه:
قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا علي بن عيسى بن يزيد البغدادي حدثنا عبدالله بن بكر السهمي. وحدثنا عبدالله بن منير عن عبدالله بن بكر.
وقال ابن ماجه رحمه الله تعالى: حدثنا سويد بن سعيد ثنا أبو عاصم العبّاداني.
كلاهما عن فائد بن عبدالرحمن عن عبدالله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصلِّ ركعتين، ثم ليثن على الله، وليُصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب