بعد إحراق النار لها (النهاية/حمل/١/ ٤٤٢) ثم نبه صلى الله عليه وسلم إلى أن ما يلي جهة الحبة يسرع إليها البياض المستحسن ومايلي جهة النار يتأخر عنه البياض، ويبقى أصفر وأخضر حتى يتلاحق بياضه (شرح الأبي ١/ ٣٤٠).
فرغ: كل عمل له بداية ونهاية الفراغ منه والمعنى: أن الله يتولى محاسبة عباده بنفسه، وينتهي من ذلك وهو تعالى أسرع الحاسبين وجاء وصف الله به في كثير من النصوص وهو من صفات الفعل (شرح التوحيد ٢/ ١٠٠).
الفوائد:
(١) الإخبار عن سرعة نبات من يخرجهم الله تعالى من النار (المعلم ١/ ٢٢٦).
(٢) أن الصلاة أفضل الأعمال؛ لما فيها من السجود. وظاهر الحديث: أن النار لاتأكل جميع أعضاء السجود السبعة: الجبهة، واليدان، والركبتان، والقدمان، وهكذا قال بعض العلماء، والحديث الآخر عند مسلم: في ذكر قوم يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات الوجوه. هم مخصوصون من جملة الخارجين من النار بأنهم لايسلم منهم إلا دارات الوجوه، وغيرهم يسلم جميع أعضاء السجود، فهذا عام وذاك خاص (شرح النووي ٣/ ٢٢).
والحديث في صحيح مسلم عن جابر في: كتاب الإيمان: باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من
النار (٣/ ٥٠) ولفظه {إن قوماً يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات وجوههم حتى يدخلون الجنة}.
(٣) شفاعة الملائكة والنبيين والمؤمنين فيمن كان لم يكن له طاعة غير الإيمان الذي لايطلع عليه إلا الله (شرح الكرماني ٢٥/ ١٥٠) بشرط إذن الله فيهم، قال تعالى:{من ذا الذي يشفع عند إلا بإذنه}[البقرة: ٢٥٥] مع رضاه تعالى عن المشفوع له، ولابد أن يكونوا من أهل التوحيد والإخلاص (شرح التوحيد ٢/ ١٢٨).
(٤) فيه آيه من آيات الله تعالى الدالة على قدرته الباهرة حيث تأكل النار جسم ابن آدم إلا هذه المواضع المختلفه في البدن فإنها لا تضرها ولا تغيرها؛ لأن الله حرمها على النار لا تأكل إلا ما أمرها الله تعالى بأكله (شرح التوحيد ٢/ ١٠١).
(٥) الله تعالى هو مالك الشفاعة والأمر له في كل شيء وشفاعته في ذلك الموقف المراد بها رحمته هؤلاء المعذبين وإخراجهم من النار.
(٦) فيه إثبات القبض لله تعالى، ومن لازمه إثبات اليد التي يقبض بها (شرح التوحيد ٢/ ١٢٩، ١٣٠).