(٢) هشام: هو ابن أبي عبد الله سَنْبر ـ بمهملة ثم نون ثم موحدة ـ وزن جعفر، أبو بكر البصري الدَسْتَوائي ـ بفتح الدال وسكون السين المهملتين وفتح المثناة أو ضمها وفتح الواو ثم مد، نسبة إلى بلدة من بلاد الأهواز يقال لها دستوا وإلى ثياب جلبت منها، وقد كان هشام يبيع الثياب التي تجلب منها فنسب إليها ـ قال شعبة: ما من الناس أحد أقول إنه طلب الحديث يريد به وجه الله عز وجل إلا هشام، وكان يقول: ليتنا ننجو من هذا الحديث كفافا لالنا ولاعلينا، وقال أيضاً: هشام أحفظ مني عن قتادة، وقال: أعلم بحديث قتادة مني، وأكثر له مجالسة مني. وقال ابن معين: هشام أكثر من شعبة في قتادة. وكان يحيى ابن سعيد إذا سمع الحديث من هشام لايبالي أن لايسمعه من غيره. وكان أيوب يحث على هشام والأخذ عنه، وقال وكيع، وابن المديني: ثبت، وقال ابن علية: من حفاظ البصرة، وأثنى عليه أبو نعيم خيراً. وقال أبو داود الطيالسي: هشام أمير المؤمنين في الحديث. وثقه أحمد وقال: لاتسل عنه أحداً، ما أرى الناس يروون عن أحد أثبت منه أما مثله فعسى. وقدمه علي بن المديني، وأحمد، وأبو حاتم، وأبو زرعة على أصحاب يحيى بن أبي كثير. وقال ابن المديني: إذا سمعت عن هشام عن يحيى بن أبي كثير فلا ترد به بدلاً، وفضَّله أبو زرعة على الأوزاعي في يحيى، وقال: لأن الأوزاعي ذهبت كتبه. وقال أبو حاتم: هشام أحفظ من همام. وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتاً في الحديث حجة.
رُمي بالقدر: ذكر ذلك ابن علية، وابن سعد، وأحمد، وابن معين، والجوزجاني وقال: كان من أثبت الناس. وقال العجلي: ثقة ثبت في الحديث، وكان أروى الناس عن ثلاثة: قتادة، وحماد بن أبي سليمان، ويحيى، وكان يقول بالقدر ولم يكن يدعو إليه. وقال الذهبي في المغني: حافظ حجة لكنه رمي بالقدر، وقال في السّير: كان من الأئمة لولا ما شاب علمه بالقدر، وقد ذكره ابن معين في جماعة يقولون بالقدر وقال: هم ثقات يكتب حديثهم مالم يدعوا إلى شيء، ومن دخل في بدعة ولم يعد من رؤوسها ولا أمعن فيها يقبل حديثه. وقال في الميزان: أحد الأثبات إلا أنه رمي بالقدر فيما قيل، وقيل رجع عنه.
وقال ابن حجر في الهدي: مجمع على ثقته وإتقانه، احتج به الأئمة.
وفي التقريب: ثقة ثبت وقد رمي بالقدر، من كبار السابعة، مات سنة ١٥٤ هـ وله ثمان وسبعون سنة (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (٧/ ٢٧٩، ٢٨٠)، سؤالات أبي داود لأحمد (٣٣٤، ٣٣٦)، بحر الدم (٤٣٨)، العلل لأحمد (٢/ ٦٨)، التاريخ لابن معين (٢/ ٦١٨)، من كلام أبي زكريا (٥٥، ٩٨)، تاريخ الدارمي (٥١، ١٣٢)، التاريخ الكبير (٨/ ١٩٨)، الجرح والتعديل (٩/ ٥٩ - ٦١)، سؤالات الآجري أبا داود (٣/ ٢٨٩)، الثقات للعجلي (٢/ ٣٣٠)، الثقات لابن حبان (٧/ ٥٦٩)، البيان والتوضيح (٢٨٨)، الشجرة (٣١٣)، الأنساب (٢/ ٤٧٦)، تهذيب الكمال (٣٠/ ٢١٥ - ٢٢٣)، التذكرة (١/ ١٦٤)، المغني (٢/ ٧١١)، السّير (٧/ ١٤٩ - ١٥٦)، الميزان (٤/ ٣٠٠)، الكاشف (٢/ ٣٣٧)، التهذيب (١١/ ٤٣ - ٤٥)، الهدي (٤٤٨)، التقريب (٥٧٣).
(٣) قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، تقدم، وهو ثقة ثبت لكنه مدلس فلا يقبل إلا إذا صرح بالسماع. (راجع ص ٢٦١)
(٤) الحسن: هو الحسن بن أبي الحسن يسار ـ بالتحتانية والمهملة ـ البصري، الأنصاري ـ مولاهم ـ أمه مولاة أم سلمة، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر. كان فقيها: قال قتادة: كان من أعلم الناس بالحلال والحرام، وقال أيوب: مارأت عيناي رجلا قط كان أفقه من الحسن. وقال أحمد: أكثر الفتيا للحسن وعطاء. وكان فصيحاً، كان أبو جعفر الباقر يقول: ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء. قال ابن سعد: