للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذهَب فَسَلِّم عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ - وَهُم نَفَرٌ مِن المَلَائِكَةِ جُلُوسٌ - فَاستَمِع بمَا يُحيونَكَ؛ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ. قَالَ: فَذَهَبَ فَقَالَ فَزَادُوهُ: وَرَحمَةُ اللَّهِ، قَالَ: وَكُلُّ مَن يَدخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَم يَزَل الخَلقُ يَنقُصُ بَعدَهُ حَتَّى الآنَ.

رواه أحمد (٢/ ٣١٥)، والبخاريّ (٣٣٢٦)، ومسلم (٢٨٤١).

[٢٧٥٦] وعَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ وَأَبِي هُرَيرَةَ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يُنَادِي مُنَادٍ: إِنَّ لَكُم أَن تَصِحُّوا فَلَا تَسقَمُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُم أَن تَحيَوا فَلَا تَمُوتُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُم أَن تَشِبُّوا فَلَا تَهرَمُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُم أَن تَنعَمُوا فَلَا تَبأَسُوا أَبَدًا، فَذَلِكَ قَولُهُ: {وَنُودُوا أَن تِلكُمُ الجَنَّةُ أُورِثتُمُوهَا بِمَا كُنتُم تَعمَلُونَ}

رواه مسلم (٢٨٣٧)، والترمذيُّ (٣٢٤١).

ــ

والجن، والله تعالى أعلم. ولو سلمنا أن الضمير عائد على الله تعالى لصح أن يقال هنا: إن الصورة بمعنى الصفة، وقد بيناه فيما تقدم. وقد ذكرنا في قوله: أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر فإنَّ معناه على صفته من الإضاءة، لا على صورته من الاستدارة.

و(قوله: فلما خلقه الله قال: اذهب فسلم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس) الكلام إلى آخره دليل على تأكد حكم السلام، فإنَّه مما شرع وكلف به آدم، ثم لم ينسخ في شريعة من الشرائع، فإنَّه تعالى أخبره أنها تحيته وتحية ذريته من بعده، ثم لم يزل ذلك معمولا به في الأمم على اختلاف شرائعها، إلى أن انتهى ذلك إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فأمر به وبإفشائه، وجعله سببا للمحبة

<<  <  ج: ص:  >  >>