للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

السبية: الخمر. وبيت رأس: موضع فيه خمر عالية، وقيل: رأس رجل خمار نسبت إليه، ومزاجها: خلطها. وقد جعل الخبر معرفة والاسم نكرة، وهو عكس الأصل، وإنَّما جاز ذلك لأنَّ عسلًا وماءً اسمان من أسماء الأجناس، فأفاد مُنكِّره ما يفيد معرَّفه، فكأنهما معرفتان، وخبر كأن محذوف، تقديره: كأنَّ فيها سبيَّة مستلذَّة، وهذا إنما اضطر إلى ذلك من لم يرو في القصيدة قوله:

على أَنيابِها أو طَعمُ غَضًّ ... مِنَ التُّفَّاح هَصَّرَهُ الجِناء

وذلك أن هذا البيت لم يقع في رواية ابن إسحاق، فمن صحَّ عنده هذا البيت جعل خبر كأن على أنيابها ولم يحتَج إلى تقدير ذلك المحذوف. والأنياب: هي الأسنان التي بين الضَّواحك والرُّباعيات. والغَضُّ: الطري، وهصَّره: دلَاّه وأدناه. الجناء: أي الاجتناء، وهو بكسر الجيم والمد، والجنى - بالفتح والقصر- ما يُجتنى من الشجر (١)، قال أبو القاسم السُّهيلي: وهذا البيت موضوع.

إذا ما الأَشرِباتُ ذُكِرنَ يومًا ... فَهُنَّ لِطَيِّب الرَّاح (٢) الفِدَاءُ

الأشربات: جمع أشربة، فشراب الواحد، وجمع قلته المكسر أشربة، وجمع سلامته أشربات. والراح: من أسماء الخمر، واللام هنا للعهد؛ أي: الخمر السيئة المتقدِّمة الذكر.

نُوَلِّيها المَلامَةَ إن أَلَمنا ... إذا ما كان مغث (٣) أو لِحَاءُ

ونَشرَبُها فَتَترُكُنا مُلُوكًا ... وأُسدًا ما يُنَهنِهُنا اللِّقاءُ

ألمنا: أي أتينا ما نلام عليه. والمقتُ: مما يمقت عليه، أي يبغض


(١) في (ز): الثمرة.
(٢) في (ز): الريح.
(٣) لم يعثر في كتب اللغة على معنى المغث بما ذهب إليه الشارح. والرواية الصحيحة قطعًا هي: مغث بالغين لا مقت.

<<  <  ج: ص:  >  >>