للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العشاء) والأفضل: وسنتها (في رمضان)؛ لما في "الصحيحين" من حديث عائشة: "أنه صلَّاها ليالي فصلَّوها معه، ثم تأخر وصلى في بيته باقي الشهر" وقال: "إني خشيتُ أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها" وفي البخاري: "أن عمر جمع الناس على أبي بن كعب فصلى بهم التراويح" (٢٠) وروي أحمد والترمذي وصحَّحه: "من

عباس الذي ذكره المصنف هنا في سنده إبراهيم بن عثمان قد اتفق أئمة الحديث على ضعفه، تنبيه آخر: لقد اختلفت الروايات في عدد ركعات صلاة التراويح في عهد عمر : فروى السائب: "عشرين ركعة" وروى يزيد بن رومان: "ثلاثًا وعشرين" وروى نافع مولى ابن عمر : "تسعًا وثلاثين" وروى أُبي: "إحدى عشرة ركعة" يوترون منها بثلاث، وكل طائفة من العلماء اختارت ما صحَّ عندها - كما قال الباجي في "المنتقى" (١/ ٢٠٨)، ويمكن الجمع بين تلك الروايات بأن يُقال: إن الظاهر أن عمر : أمر أولًا أبي بالصلاة إحدى عشرة لما كان الناس يقوون على الوقوف وقراءة آيات طويلة في كل ركعة، وكُلَّما ضعف الناس: أمر بتقصير القراءة وتكثير الركعات، وهكذا حتى وصلت إلى ست وثلاثين - غير الشفع والوتر - هذا ما جمع به العلماء المحققون بين تلك الروايات كالباجي وابن تيمية فإن قلتَ: ما سبب الخلاف هنا؟ قلتُ: سببه: "تعارض الآثار" فرجَّحنا: أنها عشرين؛ لكونه صح عندنا، وعندهم: رجحوا ما صح عندهم من الآثار.

(٢٠) مسألة: يُستحب أن تُصلَّى التراويح مثنى مثنى في جماعة في المسجد بعد السنة الراتبة التي بعد صلاة العشاء، ويستمر وقتها إلى طلوع الفجر الصادق؛ لإجماع الصحابة السكوتي، حيث كان الصحابة يُصلُّونها هكذا في عهد عمر ، دون أن يُنكر أحد ذلك - كما سبق في مسألة: (١٩) - فإن قلتَ: لمَ استُحب ذلك؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن ذلك فيه تنشيط المسلمين على العبادة وإظهار للإسلام، فإن قلتَ: لمَ كان الأفضل أن يصلي راتبة العشاء قبل التراويح؟ قلتُ:=

<<  <  ج: ص:  >  >>