للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(يُفعل بين) صلاة (العشاء و) طلوع (الفجر) فوقته: من صلاة العشاء ولو مجموعة مع المغرب تقديمًا إلى طلوع الفجر (٤) وآخر الليل لمن يثق بنفسه أفضل (٥) (وأقلُّه

لتحصيل الثواب العظيم بأدنى مشقة، فإن قلتَ: إن الوتر واجب وهو قول كثير من الحنفية، وبعض المالكية كسحنون؛ للسنة القولية؛ حيث روي عنه أنه قال: "إن الله زادكم صلاة إلى صلواتكم الخمس ألا وهي: الوتر" وهو واضح الدلالة قلتُ: لم يثبت هذا عنه كما قال أكثر أئمة الحديث، نقل هذا عنهم النووي في "المجموع" والقرافي في "الذخيرة" فإن قلتَ: ما الخلاف سبب هنا؟ قلتُ: سببه: "الخلاف في ثبوت الحديث السابق" فعندنا: لم يثبت، وعندهم: ثابت، تنبيه: قول أحمد: "من ترك الوتر عمدًا فهو رجل سوء لا ينبغي أن تقبل له شهادة" وقال ابن تيمية: نحوه قلتُ: إن أرادا "أن من أنكر كون الوتر سنة": فكلامهما صحيح؛ حيث أجمع العلماء على مشروعيته، وإن أرادا بقولهما: "أن الذي لا يُوتر - مع قوله بسُنِّيته -: فإنه رجل سوء أو لا تقبل شهادته": فهذا فيه نظر؛ لأن الوتر سنة ونافلة لا يُذمُّ من تركه، ووصفه بالسوء ذم له، إلا إن أرادا: أن الوتر واجب: فيصح، ولكن خلاف ما نُقل من مذهبهما.

(٤) مسألة: وقت صلاة الوتر يبدأ من صلاة العشاء، - ولو صُلِّيت العشاء مجموعة مع المغرب جمع تقديم، وينتهي بطلوع الفجر الصادق، للسنة الفعلية: حيث قالت عائشة : "قد أوتر النبي من أول الليل وأوسطه، وآخره" فإن قلتَ: لمَ كان هذا وقت الوتر؟ قلتُ: للمصلحة، حيث إنه مناسب لتلك الصلاة؛ حيث يدعو العبد ربه، ويناجيه؛ لخلوه من الاشغال الجسدي والفكري.

(٥) مسألة: أفضل أوقات صلاة الوتر من الليل هو: آخره، وهو: الثلث الأخير منه لمن يثق بأنه سيقوم في ذلك الوقت؛ للسنة الفعلية؛ حيث إن أكثر وتر النبي في آخر الليل، فإن قلتَ: لمَ كان ذلك هو الأفضل؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إنه=

<<  <  ج: ص:  >  >>