للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(على رُطَب)؛ لحديث أنس: "كان رسول الله يُفطر على رُطَبَات قبل أن يُصلي، فإن لم تكن: فعلى تمرات، فإن لم تكن تمرات: حسا حسوات من ماء" رواه أبو داود والترمذي وقال "حسن غريب" (فإن عُدِم) الرطب (فتمر، فإن عدم فـ) على (ماء)؛ لما تقدَّم (١٩) (وقول ما ورد) عند فطره، ومنه: "اللهم لك صمتُ وعلى رزقك أفطرت، سبحانك وبحمدك، اللهم تقبَّل مني إنك أنت السميع العليم" (٢٠)

والفضل، فإن قلتَ: لِمَ شرع هذا؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن ذلك يُؤدِّي إلى تقليل مُدَّة الصوم، فلا يشق على الصائمين، وتحبيبه إلى نفوس الناس، ولكون ذلك فيه مخالفة لفئة من الكفار يؤخرون الفطر.

(١٩) مسألة: يتحصَّل الصائم على أجر فضيلة تعجيل الإفطار بشرب جرعة ماء، ويتحصَّل على كمال أجر فضيلة تعجيل الإفطار بأي مأكول، ويُستحب أن يكون فطره على رُطّب، فإن لم يجده، فيُفطر على تمر، فإن لم يجده فماء؛ للسنة القولية؛ حيث "كان يُفطر على رُطَب فإن لم يجد: فعلى تمر، فإن لم يجد فعلى ماء"، فهذا الترتيب يدل على أن الأكمل في الإفطار هو الرطب، ثم يليه: التمر، ثم يليه الماء، ولكن هذا لا يمنع من حصوله على أجر فضيلة التعجيل بالماء، لجلبه للنشاط إلى البدن، ولكن الأكمل في ذلك هو: الأكل على الترتيب السابق، فإن قلتَ: لِمَ ستحب ذلك الترتيب؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن الرُّطب -وهو: التمر الَّليِّن- أكثر نفعًا للجسم بعد هذا الصوم؛ حيث إن العروق تمتصُّ نَفْعَه بسرعة، فيُعيد النشاط للجسم والتمر -وهو التمر اليابس- قريب من الرَّطب في ذلك؛ إذ يشتركان في الحلاوة التي تُعطي الجسم طاقته التي فقدها أثناء الصوم، إلّا أنه يحتاج إلى مضغ بخلاف الرُّطب فلا يحتاج إلى ذلك.

(٢٠) مسألة: يُستحب للصائم أن يذكر الله ويدعو عند إفطاره بقوله: "اللهم لك صمتُ، وعلى رزقك أفطرتُ سبحانك وبحمدك، اللهم تقبَّل مني إنك أنت

<<  <  ج: ص:  >  >>